ابن مسعود، وتبعه الحُميدي، أنه محمد بن عبد الرحمن بن حارثة إلخ، ما يذكر في السند، وقد رواه أبو داود الطيالسيّ عن شعبة، فقال عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة، وَوَهَّمُوه فيه أيضًا، ويحتمل أن كان حفظه، أن يكون لشُعبة فيه شيخان.
وقوله في "السند الأخير": عن محمد بن عبد الرحمن، كذا في الأصل، غير منسوب، والظاهر أنه هو الذي قبله، وجزم بذلك أبو الأحوص عن يحيى بن سعيد عند الأسماعيليّ، وذكر الدارقطنيّ في "العلل" أن سليمان بن بلال رواه عن يحيى بن سعيد، قال: حدثني أبو الرجال، فيحتمل أن يكون ليحيى بن سعيد فيه شيخان، لكن رجح الدارقطنيّ الأول، ورواه مالك عن يحيى بن سعيد عن عائشة، فأسقط من الإسناد اثنين.
وقوله:"هل قرأ بأم القرآن؟ "، هذه رواية الحمويّ، وفي رواية غيره "بأم الكتاب"، وزاد مالك في الرواية المذكورة "أم لا"، وقد ساق البخاريَّ المتن على لفظ يحيى بن سعيد. وأما لفظ شُعبة، فأخرجه أحمد عن محمد بن جعفر شيخ البخاريّ فيه "إذا طلع الفجر صلّى ركعتين"، أو "لم يصل إلاَّ ركعتين" أقول: لم يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب، وكذا رواه مسلم عن شُعبة، لكن لم يقل: أو لم يصل إلاَّ ركعتين، ورواه أحمد أيضًا عن شُعبة بلفظ:"كان إذا طلع الفجر لم يصلِّ إلا ركعتين"، فأقول هل قرأ فيهما بفاتحة الكتاب؟ وقد مرّت مباحث هذا الحديث في الباب المذكور آنفًا.
[رجاله تسعة]
لأنه رواه من طريقين، قد مرّوا إلا محمد بن عبد الرحمن، مرّ محمد بن بشَّار في الحادي عشر من العلم، ومرّ غُنْدُر محمد بن جعفر في الخامس والعشرين من الإيمان، وشُعبة في الثالث منه، وأحمد بن يونس في التاسع عشر منه، وزهير بن معاوية في الثالث والثلاثين منه، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ في الأول من بدء الوحي، وعائشة في الثاني منه، وعَمْرة بنت عبد الرحمن في الثاني والثلاثين من الحيض.
التاسع: محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زُرَارة الأنصاريّ المدنيّ، ويقال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، ويقال: ابن محمد بدل عبد الله، ومنهم مَنْ ينسبه إلى جده من أُمه، فيقول محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة. ذكره ابن حِبَّان في الثقات، وقال ابن سعد: ثقة، وله أحاديث. وقال النَّسائيّ: ثقة. وقال مصعب بن عبد الله: كان واليًا على اليمامة لعمر بن عبد العزيز، وكان رجلًا صالحًا.
روى عن عمته عَمْرة بنت عبد الرحمن ويحيى بن أسعد بن زرارة والأعرج وغيرهم، وروى عنه يحيى بن سعيد الأنصاريّ وشُعبة وسفيان بن عُيينة، وغيرهم. مات سنة أربع وعشرين ومئة وقال بعضهم: إن المراد بمحمد بن عبد الرحمن، في هذا السند، ابنُ حارثة بن النعمان الأنصاريّ البخاريّ الملقب بأبي الرِّجال؛ لأن له عشرة أولاد رجال، وهذا وهم؛ لأن شعبة لم يرو عن أبي