أي: ما يصنع من قول أو فعل. قيل: وجه دخول هذه الترجمة في أبواب الاستسقاء أنَّ المطلوب بالاستسقاء المطر، والريح في الغالب تعقبه، وقد سبق قريبًا التنبيه على إيضاح ما يصنع عند هبوبها.
وعند أبي يعلى بإسناد صحيح عن قتادة عن أنس أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا هاجت ريح شديدة قال:"اللهم إنِّي أسأَلُكَ مِنْ خير ما أَمِرَتْ به وأعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما أُمِرَتْ به".
وهذه زيادة على رواية حميد يجب قبولها لثقة رواتها، وإنما ظهر في وجهه ذلك، مخافة أن يكون في ذلك الريح ضرر. وحَذَرًا من أنْ يُصيب أُمَّتَة العقوبة بذنوب العاصين منهم، رأفةً ورحمةً منه عليه الصلاة والسلام.
ولمسلم عن عائشة كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا عصفت الريح قال:"اللهم إنّي أسأَلُكَ خَيْرَهَا وخَيْرَ ما فيها وخَيْرَ ما أُرسِلَتْ به، وأَعوذُ بكَ مِنْ شَرها وشَرِّ ما فيها وشَرِّ ما أُرِسَلتْ به". قالت: وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سُري عنه، فعرفت ذلك عائشة فسألته فقال:"لعله يا عائشة كما قال قوم عاد فلما رأَوهُ مستقبل أوديتهم، قالوا هذا عارض ممطرنا".
وعصف الريح: اشتداد هبوبها، وريح عاصف شديدة الهبوب، وتخيل السماء هنا بمعنى السحاب، وتخيلت إذا ظهر في السحاب أثر المطر، وسُرَّيَ عنه أي: كُشف عنه الخوف وأُزيلَ. والتشديد فيه للمبالغة، وعارض سحاب: عرض يمطر.
وروى الطبراني عن ابن عباس والشافعي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه وجثا على ركبتيه وقال:"اللهم إنِّي أسأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هذهِ وخَير ما أُرسِلَتْ بهْ وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّها وشَرِّ ما أُمرت بِهْ اللَّهُمَّ اجعلها رحمةً ولا تَجْعلها عذابًا اللَّهم اجْعَلْها رياحًا ولا تجعلها ريحًا". والتعبير