وأخرج البغوي عن شرحبيل بن السمط قال: قلت لكعب: حدثنا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يا كعبُ قال: كنا عندَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فجاءَهُ رجلٌ فقالَ: يا رسولَ الله استسقِ لمضر. قال: فرفعَ يديهِ وقال: اللَّهُمَّ اسقنا غيثًا مُغيثًا، وفيه فأتوه فشكوا إليه المطر فقالوا: انهدمتِ البيوتُ. قال فى "الفتح": فهذا الحديث يدل على أن السائل في حديث البخاري غير كعب سكن كعب (البصرة) ثم (الأردن) ويقال إن الذي سكن (البصرة) وروى عنه أهلها غير الذي سكن (الشام) وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فهما اثنان روى عنه شرحبيل لما قال له:"يا كعب حدثنا واحذر" قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول مَنْ شابَ شيبةً في الإِسلام كانت له نورًا يوم القيامة" أخرجه الترمذي. روى عنه أبو الأشعث وشرحبيل بن السمط. مات (بالأردن) سنة سبع أو تسع وخمسين.
الثاني: خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر أخو عيينة بن حصن وهو والد أسماء بن خارجة الذي كان بالكوفة، له وفادة ذكر ابن شاهين عن يزيد بن رومان قال قدم خارجة بن حصن وجماعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فشكوا الجدب والجهد وقالوا: اشفع لنا إلى ربك فقال: "اللهم اسقنا" الحديث، وفيه: "فأسلموا ورجعوا".
وذكر الواقدي في الردة أنه كان ممن منع صدقة قومه، وأورد الحطيئة في ذلك شعرًا ومدحه به وأنه لقي نوفل بن معاوية الدؤلي فاستعاد منه الصدقة فردها على من أخذها منهم. قال ثم مات خارجة بعد ذلك، وورى الواقدي أنه قدم على أبي بكر حين فرغ خالد بن الوليد من قتال بني أسد فقال أبو بكر: اختاروا إما سلمًا مخزية وإما حربًا مجلية. فقال له خارجة بن حصن هذه الحرب قد عرفناها فما السلم؟ ففسرها له فقال: رضيت يا خليفة رسول الله.
وقال المرزباني هو مخضرم وأنشد له أبياتًا قالها في الجاهلية يفتخر بها على الطائيين يوم عوارض، وذكر أن زيد الخيل أجابه عنها.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث والإخبار بالجمع والسماع والقول وهو من الرباعيات وشيخ البخاري من أفراده. أخرجه البخاري في "الاستسقاء" أيضًا، ومسلم وأبو داود والنسائي فيه. ثم قال المصنف: