للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحاء مهملة في الأب، عند أحمد وابن ماجه، وصححه، واللفظ له "قال: بزق النبي -صلى الله عليه وسلم- في كفه، ثم وضع أُصبعه السَّبَّابةَ، وقال؟ يقول الله: أنِّى يعجزني ابن آدم، وقد خلقتك من قبل من مثل هذه، فإذا بلغت نفسك إلى هذه، وأشار إلى حلقه، قلت: أتصدق، وأَنَّى أوانُ الصدقة".

وزاد في رواية "حتى إذا سويتك وعدلتك، مشيت بين بُرْدَين، وللأرض منك وثيدٌ، فجمعتَ ومنعتَ، حتى إذا بلغت التّراقي قلت: لفلان كذا، وتصدقوا بكذا". وفي الحديث أن تنجيز وفاء الدين والتصدق في الحياة وفي الصحة أفضل منه بعد الموت. وفي المرض. وأشار -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك بقوله: "وأنت صحيح حريص" إلى آخره؛ لأنه في حال الصحة يصعب عليه إخراج المال غالبًا، لما يخوِّفُه به الشيطان، ويزين له من إمكان طول العمر، والحاجة إلى المال. كما قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} الآية، وأيضًا فإن الشيطان رُبما زيَّن له الحَيْفَ في الوصية، أو الرجوع عن الوصية، فيتمحض تفضيل الصدقة الناجزة.

وقال بعض السلف عن بعض أهل الترف: يعصون الله تعالى في أموالهم مرتين، يبخلون وهي في أيديهم، يعني في الحياة، ويسرفون فيها إذا خرجت من أيديهم، يعني بعد الموت؛ وأخرج التِّرمِذِيّ بإسناد حسن، وصححه ابن حِبّان عن أبي الدَّرداء مرفوعًا "الذي يعتق ويتصدق بعد موته، مثل الذي يهدي إذا شبع" وهو يرجع إلى معنى حديث الباب. وروى أبو داود، وصححه ابن حِبّان عن أبي سعيد الخُدْرِيّ مرفوعًا "لأنْ يتصدقَ الرجل في حياته وصحته بدرهم، خيرٌ له من أن يتصدق عند موته بمئة".

[رجاله خمسة]

قد مرّوا، مرَّ موسى بن إسماعيل في الخامس من بدء الوحي، ومرّ عبد الواحد بن زياد وعمارة وأبو زرعة في التاسع والعشرين من الإيمان، وأبو هريرة في الثاني منه، والرجل المبهم في الحديث قيل: إنه أبو ذَرٍّ الغفاريّ، وقد مرّ في الثالث والعشرين من الإيمان أيضًا.

[لطائف إسناده]

فيه التحديث بالجمع في الإسناد كله، وهذا لم يوجد قبل، وفيه القول، وشيخه وشيخ شيخه بَصْريان، وعِمارة وأبو زرعة كوفيان. أخرجه البخاريّ أيضًا في الوصايا، ومسلم والنَّسائيّ في الزكاة. ثم قال المصنف:

<<  <  ج: ص:  >  >>