غالب بن صعصعة، أول من فدى الموؤودة، وذلك أنه يعمد إلى من يريد أن يفعل ذلك، فيفدي الولد منه بمال ينفقان عليه، ولذلك أشار الفرزدق بقوله:
وجدي الذي منعَ الوائداتِ ... وأحيا الوَئيد فلم يُوأدِ
وهذا محمول على الفريق الثاني، وقد بقي كل من قيسُ وصعصعة إلى أن أدركا الإِسلام، ولهما صحبة، وإنما خص البنات بالذكر لأنه كان الغالب من فعلهم؛ لأن المذكور مظنة القدرة على الاكتساب، وكانوا في صفة الوأد على طريقين: إحدهما أن يأمر امرأته إذا قرب وضعها أن تطلق بجانب حفيرة، فإذا وضعت ذكرًا أبقته، وإذا وضعت أنثى طرحتها في الحُفيرة. وهذا أليق بالفريق الأول، ومنهم من كان إذا صارت البنت سُداسية، قال: لأمها طيبيها وزينيها لأزور بها أقاربها، ثم يبعد بها في الصحراء حتى يأتي البئر، فيقول لها: انظري فيها، ويدفعها من خلفها، ويطمها، وهذا اللائق بالفريق الثاني.
[رجاله سبعة]
قد مرّوا. إلا ابن الأشوع. بالمعجمة، وزن أحمد، مرَّ يعقوب بن إبراهيم وإسماعيل بن علية في الثامن من الإيمان، والشعبي في الثالث منه، والمُغيرة بن شعبة في الأخير منه، ومرَّ خالد الحذاء في السابع عشر من العلم، ومعاوية في الثالث عشر منه، ومرَّ وراد كاتب المغيرة في الحادي عشر والمئة من صفة الصلاة. وأما ابن أشْوع، فهو سعيد بن عمرو بن الأشوع الهمدانيّ الكوفيّ القاضي. ذكره ابن حِبّان في الثقات، وقال العجليّ: ثقة. وقال ابن مُعين: مشهور، وقال النَّسائيّ: ليس به بأس. وقال البخاريّ في الأوسط: رأيت إسحاق بن راهويه يحتج بحديثه، وقال الحاكم: هو شيخ من ثقات الكوفيين، يجمع حديثه. وقال الجوزجانيّ: غالٍ في التشيع زائغ. قال في المقدمة: الجوزجاني غالٍ في النصب، فتعارضا. وقد احتج به الشيخان، وليس له عند البخاريّ إلا حديثان، أحدهما متابعة.
روى عن شُريح بن النعمان وشريح بن هانىء والشعبيّ. وغيرهم. وروى عنه سعيد بن مَسروق الثَّوريّ وابنه سفيان وخالد الحذاء وغيرهم. مات في ولاية خالد بن عبد الله على العراق، سنة عشرين ومئة. فيه تابعيان وصحابيان، وقد ذكرنا في باب الذكر بعد الصلاة من أخرجه.