بكر، فنازعته، فقال له أبو بكر: خل بينه وبينها، ففعل. وكان له يومئذ ثمان سنين على ما عند البخاري في تاريخه، وله أربع على ما عند أبي عمر، وروى ابن سيرين عن رجل حدثه قال: ما رأيت أحدًا من الناس إلا ولابد أن يتكلم ببعض ما لا يريد، إلا عاصم بن عمر. وقال أخوه عبد الله: أنا وأخي عاصم لا نغتاب الناس. مات بالرَّبَذَة سنة سبعين، وقيل سنة ثلاث وسبعين. وتمثل أخوه عبد الله لما مات بقول متمّم بن نُوَيرة:
فليت المنايا كنَّ خَلَّفْنَ مالكًا ... فعِشنا جميعًا أو ذهبنَ بنا معًا
فقال له رجل لما تمثل به: كن خلَّفْنَ عاصمًا. ويقال: كان بينه وبين رجل شيء، فقام وهو يقول:
قضى ما قضى فيما مضى ثم لا ترى ... له صَبْوَةً فيما بقي آخرَ الدهرِ
وقيل: إن لعمر بن الخطاب ابنًا يسمى عاصمًا مات في خلافته.
روى عن أبيه وروى عنه ابناه حفص وعُبيد الله، وعروة بن الزبير، له عندهم حديثان.
وقال ابن رشيد: مطابقة الحديث للترجمة من جهة أنه اشترك مع الذي قبله في كون كل منهما حاملًا لصدقته؛ لأنه إذا كان حاملًا له بنفسه، كان أخفى لها، فكان في معنى لا تعلم شِماله ما تنفق يمينه، ويحمل المطلق في هذا على المقيد في هذا، أي: المناولة بالمين. قال: ويقوِّي أن ذلك مقصده إتْباعُه بالترجمة التي بعدها، حيث قال من أمر خادمه بالصدقة: ولم يناول بنفسه، وكأنه قصد في هذا من حمله بنفسه، وقد مرَّ هذا الحديث في باب الصدقة على الرد، ومرَّ استيفاء الكلام عليه هناك.
[رجاله أربعة]
قد مرّوا، مرّ علي بن الجَعْد في السادس والأربعين من الإيمان، وشُعبة في الثالث منه، ومرَّ مَعْبَد الجدليّ في الخامس عشر من كتاب الزكاة هذا، ومرَّ حارثة بن وهب في الرابع من التقصير. ثم قال المصنف: