ولم يتخلف عن غزاة المسلمين إلا وهو في أخرى، إلا عامًا واحدًا استُعمل على الجيش شابٌّ، فقعد، فتلهف بعد ذلك، فقال: ما ضرّني من استعُمل علي، فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية، فأتاه يعوده، فقال: ما حاجتك؟ فقال: حاجتي إذا أنا من، فاركب ما وجدْتَ مساغًا في أرض العدو، فإذا لم تجد فادفني. فحملوه حتى صافّوا العدو، فدفنوه تحت أقدامهم، وقبره قرب سور القسطنطينية معلوم إلى اليوم معظم، يستسقون به فيُسقون.
روي له مئة وخمسون حديثًا، اتفقا منها على سبعة، وانفرد البخاري بحديث.
وكانت هذه الغزوة التي مات فيها سنة خمسين، وقيل: إحدى، وقيل: اثنتين وخمسين، وهو الأكثر.
وأبو أيوب في الصحابة ثلاثة هذا أجلهم، وثانيهم يماني له رواية, وثالثهم رُوي له عن علي بن مُسْهِر، عن الأفْرِيقيّ، عن أبيه، عن أبي أيوب، ولعله الأول.
وأيّوب يَشْتبه بأَثْوَب -بفتح الهمزة وسكون الثاء المثلثة وفتح الواو- وهو أَثْوَب ابن عُتبة، صحابي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم:"الديك الأبيض خليلي" إسناده لا يثبت. وقيل: إن هذا اسمه ثَوْب، وأَثْوب بن أَزْهر زوجُ قَيْلة بنت مَخْرمة الصحابية رضي الله عنها.
والأنصاري في نسبه مرَّ في الأول من بدء الوحي.
[لطائف إسناده]
منها أن فيه التحديث والعنعنة، ورواته كلهم مدنيون ما خلا آدم فإنه أيضًا دخل إليها، وفيه رواية تابعي عن تابعي.
أخرجه البخاري هنا وفي الصلاة أيضًا، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه في الطهارة كلهم.