هُنَيَّة عند أُذُنه" وهو موافق من حيث المعنى لرواية ابن السكن التي صوبها عياض.
وجمع أبو نعيم في روايته عن أبي الأشعث بين لفظ "غير" ولفظ "عند" فقال: غير هنية عند أذنه، وفي رواية الحاكم المشار إليها "فإذا هو كيوم وضعته، غير أذنه" سقط منها لفظ "هنية"، وهو مستقيم المعنى، وكذا ذكره الحميديّ في أفراد البخاريّ، والمراد بالأُذُن بعضها، وحكى ابن التين أنه في روايته بفتح الهاء وسكون التحتانية بعدها همزة ثم مثناة منصوبة ثم هاء الضمير، أي: على حالته، وقد أخرجه ابن السكن عن شعبة عن أبي مسلمة بلفظ "غير أن طرف أذن أحدهم تغير".
ولابن سعد عن أبي هلال عن أبي مسلمة "إلا قليلًا من شحمة أذنه" ولأبي داود عن حماد بن زيد عن أبي مسلمة "إلا شعرات كن من لحيته مما يلي الأرض" ويجمع بين هذه الرواية وغيرها بأن المراد الشعرات التي تتصل بشحمة الأذن، وأفادت هذه الرواية سبب تغير ذلك دون غيره، ولا يعكر على ذلك ما رواه الطبرانيّ بإسناد صحيح عن محمد بن المنْكَدِر عن جابر أن أباه قُتل يوم أُحد، ومثّلوا به، فجدعوا أنفه وأذنيه .. الحديث، وأصله في مسلم, لأنه محمول على أنهم قطعوا بعض أذنيه لا جميعهما.
[رجاله خمسة]
وفيه ذكر أبي جابر، وقد مرَّ الجميع مرَّ مسدد وحسين المَعلّم في السادس من الإِيمان, ومرَّ بشر بن المفضل في التاسع من العلم، ومرَّ عطاء في التاسع والثلاثين منه، ومرَّ جابر في الرابع من بدء الوحي، ومرَّ أبوه عبد الله في السابع من الجنائز، وفي الحديث "ورجل آخر" والمراد به عمرو بن الجموح، وقد مرَّ في الرابع والمئة من الجنائز هذا.
قوله: عن عطاء، كذا للأكثر، وحكى أبو علي الحيّانيّ أنه وقع عند أبي عليّ بن السكن عن مجاهد بدل عطاء، قال: والذي رواه غيره أصح، وكذا أخرجه ابن سعد والنَّسائيّ، والإِسماعيليّ وآخرون، وكلهم عن سعيد بن عامر بالسند المذكور فيه، وهو الصواب، وفي قصة والد جابر من الفوائد الإرشاد إلى بر الأولاد بالآباء، خصوصًا بعد الوفاة، والاستعانة على ذلك بإخبارهم