عمر، ورفعه "قد أفلح من هُدي إلى الإِسلام، ورزق الكفاف، وقنع" وله شاهد عند التِّرمذيّ، وصححه، قال النّووي: فيه فضيلة هذه الأوصاف. وقد قال "خير الأمور أوساطها" ويؤيده ما أخرجه ابن المبارك في الزهد، بسند صحيح عن ابن عباس، أنه سُئل عن رجل قليل العمل، قليل الذنوب، أفضل أو رجل كثير العمل كثير الذنوب؟ فقال: لا أعدل بالسلامة شيئًا، ممن حصل له ما يكفيه، واقتنع به، أمن من آفات الغنى، وآفات الفقر.
وقد ورد حديث، لو صح لكان نصًا في المسألة، وهو ما أخرجه ابن ماجة، وهو ضعيف، عن أنس، رفعه "ما من غني ولا فقير إلا ودَّ يوم القيامة أنه أوتي من الدنيا قوتًا". وأما الحديث الذي أخرجه التِّرمذيّ "اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا .. " الحديث، فهو ضعيف. وعلى تقدير ثبوته، فالمراد به الكفاف.
وقد لخصت فيه ما أتى به في "الفتح" في أربعة مواضع في العلم والصلاة والأطعمة والرِّقاق.
[رجاله ستة]
الأول والثاني الحُميديّ وسُفيان بن عُيينة، وقد مرّا في الأول من بدء الوحي، ومر ابن شِهاب الزُّهريّ في الثالث منه أيضًا، ومر إسماعيل بن أبي خالد في الثالث من كتاب الإِيمان، ومر قيس بن أبي حازم في الخمسين من كتاب الإِيمان أيضًا، وعبد الله بن مسعود في الأثر الثالث منه قبل ذكر حديث منه.
لطائف إسناده: منها أن فيه التحديث والسماع، وفيه ثلاثة من التابعين، ورواته ما بين مكّي وكوفيّ، ومنها أنّ سفيان ذكر أن الزُّهريّ حدثه بلفظ غير اللفظ الذي حدثه به إسماعيل، فيفيد التقوية والترجيح، بتعداد الطرق وقد أخرج البخاريّ رواية الزُّهريّ في "التوحيد" عن علي بن المَدينيّ، وهذا الحديث أخرجه عن محمد بن المُثنى. وفي الأحكام والاعتصام، عن شهاب ابن عبّاد بن مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شَيْبة والنّسائي في العلم