وساق نحوه عن سعيد، عن قتادة، وزاد: إنه سدَّ على إبراهيم الطريق إلى المَنْحر، فأمره جبريل أن يرميه بسبع حصيات عند كل جمرة. وكأن قتادة أخذ أوله عن بعض أهل الكتاب، وآخره مما جاء عن ابن عبّاس.
وبقي قولٌ ثالثٌ، وهو الوقف عن الجزم بأحد القولين، وتفويض علم ذلك إلى الله تعالى.
رجاله خمسة، وفيه ذكر ميمونة وعُبيد بن عُمير.
الأول: علي بن المدينيّ مرَّ في الحديث الرابع عشر من كتاب العلم.
الثاني: سُفيان بن عُيَيْنة مرَّ في الحديث الأول من بدء الوحي.
والثالث: عَمْرو بن دينار، مرِّ أيضًا في الحديث الرابع والخمسين من كتاب العلم.
ومرَّ تعريف عبد الله بن عبَّاس في الحديث الرابع من بدء الوحي.
الرابع: كُرَيْب بن أبي مُسلم القُرشي الهاشمي أبو رِشْدِين -بكسر الراء وسكون الشين وكسر الدال بعده ياء بعدها نون- مولى عبد الله بن عبّاس.
روى عن مولاه، وأمه أم الفضل، وأختها ميمونة بنت الحارث، وعائشة، وأم سلمة، وأم هانىء بنت أبي طالب، وغيرهم.
وروى عنه: ابناه محمد ورِشْدِين، وسُليمان بن يَسار، وأبو سلمة بن عبد الرحمن وهما من أقرانه، ومكحول، وعمرو بن دينار، ومنصور بن المُعْتَمِر، وخلق.
قال ابن سعد: كان ثقة حسن الحديث. وقيل لابن معين: كُرَيْب أحبُّ إليك عن ابن عبّاس أم عِكْرمة؟ فقال: كلاهما ثقة. وقال النسائي: ثقة. وقال موسى بن عُقبة: وضع عندنا كُريب حمل بعير من كتب ابن عبّاس. وذكره ابن حِبّان في "الثقات".
مات بالمدينة سنة ثمان وتسعين في آخر خلافة سُليمان بن عبد الملك.