للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قول ابن عمر المار: فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصلينا معه، أن عمر ترك رأي نفسه، وتابع النبي عليه الصلاة والسلام، ونبه على أن ابن عمر حمل القصة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بغير واسطة، بخلاف ابن عباس، فإنما حملها من عمر، إذ لم يشهدها.

وفي الحديث جواز الشهادة على المرء بما كان عليه حيًا وميتًا، لقول عمر: إن عبد الله منافق، ولم ينكر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قوله. ويؤخذ منه أن المنهيّ عنه من سَبِّ الأموات ما قصد به الشتم لا التعريف، وأن المنافق تجري عليه أحكام الإِسلام الظاهرة، وأن الإعلام بوفاة الميت مجردًا لا يدخل في النعي المنهي عنه.

وفيه جواز سؤال الموسر من المال من ترجى بركته شيئًا من ماله، لضرورة دينية. وفيه رعاية الحي المطيع بالإحسان إلى الميت العاصي. وفيه التكفين بالمخيط، وجواز تأخير البيان عن وقت النزول إلى وقت الحاجة، والعمل بالظاهر إذا كان النص متحملًا، وفيه جواز تنبيه المفضولِ للفاضل على ما يظن أنه قد سها عنه، وتنبيه الفاضل المفضولَ على ما يشكل عليه، وجواز استفسار السائلِ المسؤولَ، وعكسه عما يحتملُ، ما دار بينهما. وفيه جواز التبسم في حضور الجنازة، عند وجود ما يقتضيه، وقد استحب أهل العلم عدم التبسم من أجل تمام الخشوع، فيستثنى منه ما تدعوا إليه الحاجة.

[رجاله خمسة]

قد مرّوا، وفيه ذكر عبد الله بن أُبَيّ وابنه. مرَّ مسدد ويحيى القَطّان في السادس من الإِيمان, ومرَّ عبيد الله العمريّ في الرابع عشر من الوضوء، ومرَّ نافع في الأخير من العلم، ومرَّ ابن عمر في أول الإِيمان قبل ذكر حديث منه، وفي الحديث ذكر عمر بن الخطاب، وقد مرَّ في الأول من بدء الوحي.

وعبد الله بن أُبَيّ بن سَلُول راس المنافقين، وأُبَيْ هو أبو مالك بن الحارث بن عُبَيد، وسلول امرأةٌ من خُزاعة، وهي أم أبي مالك بن الحارث، وأمّ عبد الله بن أَبي خَولة بنت المنذر بن حَرام من بني النجار، وكان عبد الله سيد الخزرج في الجاهلية، وكانت الخزرج قد اجمعت أمرها على أن يتوِّجوه، ويسندوا أمرهم إليه قبل مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم-. فلما جاء الإِسلام نَفَسَ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النبوةَ، وأخذته العزة، فلم يُخْلص الإِيمان, وأضمر النفاق حَسدًا.

وهو الذي قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، وقال ابنه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هو والله الذليل يا رسول الله، وأنت العزيز. وهو الذي تولّى كِبْرَهُ في قصة الصديقة، وهو الذي قال: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى يَنْفَضُّوا، ورجع يوم أحد بثلث العسكر إلى المدينة، بعد أن خرجوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

<<  <  ج: ص:  >  >>