حفص فقد غلط. وليس له في "البخاري" إلا هذا الحديث كما قاله الحميدي في جمعه.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والإخبار بالإفراد والقول والسماع، رواته ما بين مصري ومدني وبصري. ثم قال: وقال سليمان عن يحيى: أخبرني حفص بن عبيد الله بن أنس أنه سمع جابر بن عبد الله وسليمان هو ابن بلال، وزعم بعضهم أنه سليمان بن كثير؛ لأنه رواه عن يحيى بن سعيد لكن فيه نظر؛ لأن سليمان بن كثير قال فيه عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن جابر كذلك أخرجه الدارمي، فإن كان محفوظًا فليحيى بن سعيد فيه شيخان. وصله البخاري في علامات النبوءة بهذا الإسناد.
[ورجاله أربعة]
مرَّ ذكر محل جابر ويحيى بن سعيد وتعريف حفص في الذي قبله وسليمان الصحيح أن المراد به سليمان بن بلال، وقد مرَّ في الثاني من الإيمان. وقيل: المراد به سليمان بن كثير العبدي أبو داود، ويقال: أبو محمد البصري. قال النسائي: لا بأس به إلا في الزهري فإنه يخطىء عليه. وقال ابن معين: ضعيف، وقال الذهلي والعقيلي: مضطرب الحديث عن الزهري، وفي غيره أثبت. وقال ابن عدي: لم أسمع أحدًا قال شيئًا في روايته عن غير الزهري، وله عن الزهري أحاديث صالحة ولا بأس به. قال في "المقدمة": روى له البخاري من حديث عن حصين وعلّق له عن الزهري متابعة. وروى له مسلم والباقون. روى عن حصين بن عبد الرحمن وحميد الطويل والزهري وعمرو بن دينار ويحيى بن سعيد وغيرهم. وروى عنه أخوه محمد بن كثير وعبد الرحمن بن مهدي وأبو الوليد الطيالسي وغيرهم. مات سنة ثلاث وثلاثين ومئة.
قوله:"يخطب على المنبر" هذا القدر هو المقصود إيراده في هذا الباب. وقد مرّ الكلام على المتن في باب (فضل الغُسل يوم الجُمُعة) ويستفاد منه أن للخطيب تعليم الأحكام على المنبر.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا، مرّ آدم في الثالث من الإيمان، ومرّ سالم بن عبد الله في السابع عشر منه، ومرّ أبوه عبد الله في أوله قبل ذكر حديث منه، ومرَّ ابن أبي ذيب في الستين من العلم، ومرَّ الزهري في الثالث من بدء الوحي. ثم قال المصنف: