أسامة، وفي كتاب السّهو عن يحيى بن سليمان مختصرًا، وفيه أيضًا، مختصرًا عن الربيع بن يحيى، وفيه أيضًا مختصرًا، عن الداروردي، ومسلم في الخسوف عن أبي كَرِيب وغيره ثم قال المصنف.
باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وقد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا من وارءهم.
التحريض: الحث، وعبد القيس القبيلة المشهورة، وعطف العلم على الإيمان من باب عطف العام على الخاص، لما ذكر في الحديث من العلم الزائد على الإيمان، والتحُريض بالضاد المعجمة، ومن قاله بالمهملة، فقد صحّف. ومن قال: إن المهمل بمعنى المعجم، عليه الإثبات بالدليل، وأيضًا لو سلم له ذلك، لم يلزم من ترادفهما وقوعُهما معًا في الرواية، والكلام إنما هو في تقييد الرواية، لا مطلق الجواز. ثم قال:
وقال مالك بن الحوُيرث: قال لنا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: "ارجعوا إلى أهليْكم فعلّموهم":
أي أمر دينهم، وفي رواية الأصيليّ والمُسْتَملي "فعظوهم" من الوعظ والتذكير، وهذا التعليق طرف من حديث مشهور أخرجه البخاري في الصلاة والأدب وخبر الواحد، وأخرجه مسلم أيضًا، وأما الراوي فهو مالك ابن الحويرث، تصغير الحارث، ابن أَشْيمَ بن زياد بن حُشِيْش، بفتح الحاء وبالشين المعجمة المكررة، وقيل بضم الحاء، وقيل بالجيم، وقيل بالخاء، ابن عوف بن جُنْدُع، أبو سليمان اللَّيْثي، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستة من قومه، فأسلم. وفي حديثه "فأتينا النبيّ صلى الله عليه وسلم، ونحن شيبة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة ... " الحديث فيه "فصلوا كما رأيتموني أصلي" وحديثه فى الصحيحين أيضًا قال: "إني لأصلي بكم، وما أريد الصلاة، ولكني أريد أن أريكم كيف صلاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم" وفي البخاري أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، "إذا كان في وِتْر من صلاته، لم ينهض حتى يستوي قاعدًا".