وأخرج ابن حِبّان عن جابر:"أنه كان في غزاة فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ" فذكر نحو رواية الجهاد، قال: فتواثب الناس عن دوابهم فما رؤي أكثر ماشيًا من ذلك اليوم. وعند المخلص بسند جيد عن عبادة يرفعه:"لا يجتمعُ غبارٌ في سبيل اللهِ ودخانُ جهنم في جوفِ امرىءٍ مسلمٍ". وعن أبي سعيد الخدري مثله عند أبي نعيم وعند الطبرَاني عن أبي الدرداء:"لا تلثّموا منَ الغبارِ في سبيلِ اللهِ فإنَّه مسكُ الجنَّةِ".
وعن أنس عنده أيضًا:"الغبارُ في سبيلِ اللهِ إسفارُ الوجوه يومَ القيامةِ".
وعند الخلعي عن عائشة -رضي الله تعالى عنها-: "من اغبرتْ قدماهُ في سبيل اللهِ فلنْ يلجَ النارَ أبدًا". وعند ابن عساكر عن معاذ يرفعه "والذي نفسي بيده ما اغبرتْ قدما عبدٍ ولا وجهُهُ في عملٍ أفضلَ عندَ اللهِ يومَ القيامةِ بعدَ المكتوبةِ من جهادٍ في سبيلِ اللهِ" والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
[رجاله خمسة]
مرّ منهم علي بن المديني في الرابع عشر من العلم، ومرّ الوليد بن مسلم في السادس والثلاثين من كتاب المواقيت.
الثالث: يزيد بن أبي مريم، ويقال يزيد بن ثابت بن أبي مريم بن أبي عطاء أبو عبد الله الدمشقي مولى سهل بن الحنظلية الأنصاري إمام الجامع بدمشق، وثقه الأئمة وابن معين ودحيم وأبو زرعة وأبو حاتم. وقال الدارقطني: ليس بذاك، قال في "المقدمة" هذا جرح غير مفسر فهو مردود وليس له في البخاري سوى حديث واحد. أخرجه في الجهاد والجمعة من رواية الوليد بن مسلم عنه. روى عن أبيه وعباية بن رافع بن خَدِيج وقزعة بن يحيى ومجاهد وغيرهم. وروى عنه الأوزاعي والوليد بن مسلم ويحيى بن حمزة وغيرهم. مات سنة أربع أو خمس وأربعين ومئة.
الرابع: عَباية بفتح العين وبعد الألف ياء خفيفة ابن رفاعة بن رافع بن خديج أبو رفاعة الأنصاري الزرقي المدني ذكره ابن حِبّان في "الثقات".
وقال ابن معين والنَّسائيّ: ثقة روى عن جده وعن أبيه عن جده على خلاف في ذلك وعن الحسين بن علي بن أبي طالب وأبي عبس. وروى عنه سعيد بن مسروق الثوري ويزيد بن أبي مريم ومحارب بن دثار وغيرهم.
الخامس: أبو عَبس بفتح المهملة وسكون الموحدة ابن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. قيل: كان اسمه في الجاهلية عبد العزى، وقيل: معبد فسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن قال ابن الكلبي: هو أحد مَنْ قتل كعب بن الأشرف وكذا قال ابن منده، وذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرًا، وقيل كان عمره يومئذ ثمانيًا وأربعين سنة وكان هو وأبو بردة يكسران أصنام بني حارثة حين أسلما.