قوله:"فذكروا الدجال" قد مرَّ استيفاء الكلام عليه في باب الدعاء قبل السلام من أبواب صفة الصلاة، وقوله:"أما موسى فكأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي" وسيأتي بهذا الإسناد بأتم من هذا السياق في كتاب اللباس، وفيه: وأما موسى فرجل آدم جعد على جمل أحمر مخطوم بخلبة كأني انظر إليه إذا انحدر في الوادي، قال المهلب: هذا وهم من بعض رواته لأنه لم يأت أثر ولا خبر أن موسى حي، وأنه سيحج، وإنما أتى ذلك عن عيسى، فاشتبه على الراوي، ويدل عليه قوله في الحديث الآخر:"ليهلنّ ابن مريم بفج الروحاء". أ. هـ. وهو تغليط للثقات بمجرد التوهم، وسيأتي في اللباس بالإسناد المذكور بزيادة إبراهيم فيه، أفيقال إن الراوي غلط فزاده.
وأخرج مسلم الحديث عن ابن عباس بلفظ:"كأني انظر إلى موسى هابطًا من الثنية واضعًا أصبعيه في أذنيه مارًّا بهذا الوادي وله جؤار إلى الله بالتلبية" قاله لما مرَّ بوادي الأزرق، واستفيد منه تسمية الوادي، وهو خلف أمج بينه وبين مكة ميل واحد، وأمج بفتح الهمزة والميم وبالجيم قرية ذات مزارع هناك، وفي هذا الحديث أيضًا ذكر يونس، أفيقال إن الراوي غلط فيه أيضًا فزاد يونس، وقد اختلف أهل التحقيق في معنى قوله:"كأني انظر" على أوجه:
الأول: هو على الحقيقة، فإن الأنبياء أفضل من الشهداء، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، فكذلك الأنبياء، فلا مانع أن يحجوا في هذا الحال، ويصلوا ويتقربوا إلى الله بما