والدليل عليه أنه جزم بالنقير في الباب السابق في كتاب الإيمان، ولم يتردد إلا في المُزفَّت والمقير. وقوله:"قال احفظوه"، أي ما ذكر، وقوله:"وأخبروه"، أي بالهاء، الضمير. وقوله:"من وراءكم" على هذه النسخة بدل من الضمير، ويحتمل أن يكون الضمير منصوبًا بنزع الخافض، أي أخبروا به، عُدِّي إليه الفعل كقوله تعالى {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ}[الأعراف: ١٥٥] أي من قومه. وفي رواية الكشميهني "وأَخبروا به" وفي رواية له أيضًا، بحذف الضمير، أي: وأخبروا.
رجاله خمسة ذكروا كلهم، الأول محمد بن بشّار , وقد مر فى الحادي عشر من كتاب العلم، ومر غُنْدُر، وهو محمد بن جعفر في السادس والعشرين من كتاب الإيمان، ومر شُعبة في الثالث منه، ومر أبو جَمْرة في السابع والأربعين من كتاب الإيمان, وهو هذا الحديث. ومر عبد الله بن عباس في الخامس من بدء الوحي، ومر عند ذكره أولا المواضع التي أخرج فيها.
ثم قال المصنف.
باب الرِّحلة في المسألة النازلة
الرِّحلة بكسر الراء، بمعنى الارتحال، وفي رواية بفتح الراء، أي: الواحدة، وأما بضمها فالمراد به الجهة. وقد تطلق على من يُرْتحل إليه. وفي رواية كريمة زيادة "وتعليم أهله" والصواب حذفها؛ لأنها تأتي في باب آخر والفرق بين هذه الترجمة وترجمة باب الخروج في طلب العلم أن هذا أخص وذاك أعم.