قوله:"وزعم" الزعم يطلق على القول المحقق، وعلى القول المشكوك فيه، وعلى الكذب وينزل في كل موضع على ما يليق به، والظاهر أن المراد به هنا الأول, لأن محمود بن الربيع موثوق عند الزهري وغيره، ولكونه صحابيًا فقوله عنده مقبول، وقوله:"من دلو كانت في دارهم" قيل كانت صفة لموصوف محذوف أي من بئر كانت في دارهم. ولفظ:"الدلو" يدل عليه. وقيل الدلو يذكر ويؤنث فلا يحتاح إلى تقدير. وقوله:"سمعت عتبان بن مالك الأنصاري ثم أحد بني سالم" أي: بنصب أحد عطفًا على قوله الأنصاري، وهو بمعنى قوله الأنصاري ثم السالمي هذا الذي يقطع به من له أدنى ممارسة بمعرفة الرجال. وقال الكرماني يحتمل أن يكون عطفًا على عتبان يعني سمعت عتبان ثم سمعت أحد بني سالم أيضًا، والمراد به فيما يظهر الحصين بن محمد، فكان محمود أسمع من عتبان ومن الحصين، وهذا مخالف لما مرّ في باب "المساجد في البيوت" من أن الزهري هو الذي سمع محمودًا والحصين، ولعله حمله على ما ذكر ما جاء في الرواية السابقة عن الزهري. ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري وهو أحد بني سالم فكأنه ظن أن المراد بقوله:"أحد بني سالم" هنا هو المراد بقوله بني سالم هناك ولا حاجة لذلك، فإن عتبان من بني سالم اتفاقًا. ويرد على ما ذكر إشكال؛ لأنه يلزم منه أن يكون الحصين بن محمد هو صاحب القصة المذكورة، أو أنها تعددت له ولعتبان وليس كذلك، فإن الحصين المذكور لا صحبة له بل لم يوجد من ذكر أباه في الصحابة ولم يذكر له ابن أبي حاتم شيخًا غير عتبان. ونقل عن أبيه أن روايته عنه مرسلة، ولم يذكر