قوله:"لما رأى من الناس إدبارًا" أي: عن الإِسلام وسيأتي في تفسير (سورة الدخان) أن قريشًا لما استعصوا على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقوله:"فأخذتهم سَنَةٌ" أي: بفتح المهملة بعدها نون خفيفة.
وقوله:"حصَّت" بفتح الحاء والصاد المهملتين أي استأصلت النبات حتى خلت الأرض منه، يقال سنة حصاء أي جرداء لا غيث فيها. وقوله:"حتى أكلنا الجلود والميتة والجيف" وفي رواية حتى "أكلوا العظام والجلود" وفي جمهور الروايات الميتة بفتح الميم وبالتحتانية ثم المثناة وضبطها بعضهم بنون مكسورة ثم تحتانية ساكنة وهمزة وهو الجلد أول ما يدبغ، والأول أشهر.
وقوله:"وينظر أحدكم إلى السماء فيرى الدخان من الجوع"، وفي رواية فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجوع، وفي رواية "وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان" ولا تدافع بين الروايات؛ لأنه يحمل على أنه كان مبدؤه من الأرض ومنتهاه ما بين السماء والأرض ولا معارضة بين قوله:"يخرج من الأرض" وبين قوله: "كهيئة الدخان" لاحتمال وجود الأمرين بأن يخرج من الأرض بخار كهيئة الدخان من شدة حرارة الأرض ووهجها من عدم الغيث، وكانوا يرون بينهم وبين السماء مثل الدخان من فرط حرارة الجوع أو الذي كان يخرج من الأرض بحسب تخيلهم ذلك من غشاوة أبصارهم من فرط الجوع أو لفظ من الجوع صفة الدخان أي يرون مثل الدخان الكائن من الجوع.
وقوله:"حتى أكلنا" في رواية المستملي والحموي "حتى أكلوا" وهو الوجه، وكذا قوله:"ينظر أحدكم" عند الأكثر "ينظر أحدهم" وهو الصواب.