باب قول الله تعالى:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}
ثم قال: قال ابن عباس: "شكركم" يُحتمل أن يكون مراده أن ابن عباس قرأها كذلك، وشهد له ما رواه سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان يقرأ {وتجعلون شكركم أنكم تكذبون} وهذا إسناد صحيح. ومن هذا الوجه أخرجه ابن مردويه في التفسير المسند.
وروى مسلم عن ابن عباس قال: مطر الناس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر نحو حديث زيد بن خالد في الباب وفي آخره فأنزلت هذه الآية:{فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} إلى قوله: {تُكَذِّبُونَ}. وعرف بهذا مناسبة الترجمة وأثر ابن عباس لحديث زيد بن خالد، وقد روى نحو أثر ابن عباس المعلّق مرفوعًا من حديث علي. لكن سياقه يدل على التفسير لا على القراءة. أخرجه عبد بن حميد عن علي مرفوعًا {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} قال: "تجعلون شكركم" تقولون: مُطرنا بنوء كذا، وقد قيل في القراءة المشهورة حذفٌ تقديره:"وتجعلون شكر رزقكم". وقال الطبري: المعنى "وتجعلون الرزقال في وجب عليكم به الشكر تكذيبكم به" وقيل: بل الرزق بمعنى "الشكر" في لغة أزدشنوءة. نقله الطبري. وابن عباس مرّ في الخامس من بدء الوحي.
هذا الحديث مرّ الكلام عليه مستوفى في باب يستقبل الإِمام الناس من أبواب صفة الصلاة.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا، مرّ إسماعيل بن أبي أويس في الخامس عشر من الإيمان، ومرّ مالك في الثاني من بدء الوحي، وعبيد الله المسعودي في السادس منه، وصالح بن كيسان في السابع منه، وزيد بن خالد في الثالث والثلاثين من العلم. ثم قال المصنف: