مرَّ منهم حفص بن عمر في الثالث والثلاثين من الوضوء، مرَّ سعد بن عبيدة في الأخير منه، ومرَّ شعبة في الثالث من الإِيمان, والبراء بن عازب في الثاني والثلاثين منه.
والباقي علقمة بن مرثد الحضرميّ أبو الحارث الكوفيّ، ذكره ابن حِبَّان في الثقات، وقال أحمد: ثبت في الحديث، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال النَّسائيّ: ثقة، ووثَّقه يعقوب بن سفيان، روى عن سعد بن عُبيدة وزر بن حُبَيش وطارق بن شهاب وغيرهم. وروى عن شُعبة والثَّوريّ وغيرهم. مات في آخر ولاية خالد القسري على العراق.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والعنعنة، وشيخه من أفراده، ورواته بصريّ وواسطيّ وكوفيان. أخرجه البخاريّ أيضًا في الجنائز وفي التفسير، ومسلم في صفة النار، وأبو داود في السنة، والتِّرمذي في التفسير، والنَّسائيّ في الجنائز والتفسير، وابن ماجه في الزهد.
قوله: وزاد، يوهم أن لفظ غندر كلفظ حفص، وزيادة، ليس كذلك، وإنما هو بالمعنى، فقد أخرجه مسلم والنَّسَائيّ وابن ماجه عن محمد بن بشار، والقدر الذي ذكره هو أول الحديث، وبقيته عندهم "يقال له من ربك؟ فيقول: "ربي الله ونبي محمدٌ" والقدر المذكور أيضًا أخرجه مسلم والنَّسائيّ عن البراء، وقد اختصر سعد وخَيْثمة هذا الحديث عن البراء جدًا، لكن أخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن خيثمة، فزاد فيه "إن كان صالحًا وُفِّق، وإن كان لا خير فيه وجد أيله"، وفيه اختصار أيضًا.
وقد رواه زاذان أبو عمرو عن البراء مطولًا مبينًا، أخرجه أصحاب السنن, وصححه أبو عُوانة وغيره، وفيه من الزيادة في أوله "استعيذوا بالله من عذاب القبر" وفيه "فترد روحه في جسده" وفيه "فيأتيه ملَكان فيُجْلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإِسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان: وما يدريك؟ فيقول: قرأت القرآن كتاب الله، فآمنت به وصَدَّقت، فذلك قوله تعالى {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} وفيه "وأنّ الكافر تعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيُجلسانه، فيقولان له من ربك؟ فيقول: هاه، هاه، لا أدري .. الحديث، سيأتي نحو هذا في حديث أنس، آخر أحاديث