أبي هريرة، مرفوعًا، بخلاف ما يوهمه سياقه هنا. وقد مرَّ استيفاء الكلام على مضمنه عند حديث عبد الله بن مسعود في باب "التوجه نحو القبلة حيث كان"، وأبو سلمة مرَّ في الرابع من بدء الوحي.
قوله: قال: قال أبو هريرة، في رواية الإسماعيلي: عن أبي هريرة، وقوله: يقول الناس أكثر أبو هريرة، أخرجه البيهقيّ في "المدخل" عن ابن أبي ذيب بلفظ "إن الناس قالوا قد أكثر أبو هريرة من الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإني كنت ألزمه لشبع بطني، فلقيت رجلًا، فقلت له: بأي سورة؟ فذكر الحديث. وفي مناقب جعفر صَدْرُ هذا الحديث، وقال فيه، بعد قوله لشبع بطني: حين لا آكل الخَمِير، ولا ألبس الحرير، فذكر قصة جعفر بن أبي طالب، وقد مرَّ الحديث في باب "حفظ العلم"، ومرَّ الكلام عليه هناك، وفيه الإِشارة إلى سبب إكثاره، وأن المهاجرين والأنصار كانوا يشغلهم المعاش، وهذا يدل على أنه كان يقول هذه المقالة، أمامَ ما يريد أن يحدث به من كل أمر يدل على صحة إكثاره، وعلى السبب في ذلك، وعلى سبب استمراره على التحديث.
وقوله: فلقيت رجلًا، لم يقف صاحب "الفتح" على تسميته، ولا على تسمية السورة. وقوله: بِمَ، بغير ألف، لأبي ذَرٍ، وهو المعروف، وللأكثر بإثبات الألف، وهو قليل، أي: بأي شيء، وقوله: البارحة أي أقرب ليلة مضت، وفي هذه القصة إشارة إلى سبب إكثار أبي هريرة، وشدة إتقانه وضبطه، بخلاف غيره. وشاهدُ الترجمة دلالةُ الحديث على عدم ضبط ذلك الرجل، كأنه اشتغل بغير أمر الصلاة حتى نسي السورة التي قرئت، أو دلالته على ضبط أبي هريرة، كأنه شغل فكره بأفعال الصلاة حتى ضبطها وأتقنها. وبالأول جزم غير الكَرَمانيُّ.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا؛ وفيه لفظ رجل مبهم، مرَّ محمد بن المثنى في التاسع من الإيمان، وسعيد المَقْبَرِيّ في الثاني والثلاثين منه، وأبو هريرة في الثاني منه، ومرَّ عثمان بن عمر في السابع والعشرين من الغسل، ومرَّ ابن أبي ذيب في الستين من العلم، والرجل المبهم، قال في "الفتح" لم أقف على تسميته.