للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر، ورفعه "يخرج الدَّجال في أمتي. ." الحديث، وفيه "فيبعث الله عيسى ابن مريم، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ثم يرسل الله ريحًا باردة من قِبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال حبة من خَير أو إيمان إلا قبضته". وفيه "فيبقى شرار الناس في خفة الطَّير، وأحلام السَّباع، لا يعرفون معروفًا، ولا ينكر منكرًا، فيتمثل لهم الشيطان، فيأمرهم بعبادة الأوثان، ثم ينفخ في الصور. فظهر بذلك أن المراد بأمر الله في حديث "لا تزال طائفة" وقوع الآيات العظام التي يعقبها قيام الساعة. ولا يتخلف عنها، إلا شيئًا يسيرًا وإن المراد بقوله {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ} في حديث عقبة بن عامر، ساعتهم هم، وهي وقت موتهم بهبوب الريح. ووجد هذا الجمع في معارضة وقعت بين عبد الله بن عمرو، وعُقبة بن عامر، فأخرج الحاكم من رواية عبد الرحمن بن شَمّاسة، أن عبد الله بن عمرو قال: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، هم شرٌّ من أهل الجاهلية". فقال عقبة بن عامر: عبد الله أعلم، ما تقول؟ أما أنا، فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تزال عُصابة من أُمتي الخ .. "، ما مر عنه، فقال عبد الله: أجل، ويبعثُ الله ريحًا ريحُها ريحُ المسك، ومَسُّها مسُّ الحرير، فلا تترك أحدًا في قلبه مثقال حبة من إيمان، إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس، فعليهم تقوم الساعة.

فما ذكره عبد الله بن عمرو صريح في الجمع المذكور، وسلمه له عقبة ابن عامر. وقد أخرج التِّرمذيّ عن البخاريّ أن الطائفة التي تبقى على الحق، هم أهل الحديث. وفي صحيح البخاري من كلامه: هم أهل العلم. وأخرج الحاكم في "علوم الحديث" بسند صحيح، عن أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث، فلا أدري من هم. وقال القاضي عِياض: أراد أحمد أهل السنة، ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.

[رجاله ستة]

الأول: سَعِيد بن عُفَير، بتكبير الأول، وتصغير الثاني، ابن مُسلم بن زيد بن حبيب بن الأسود، أبو عثمان الأنصاري، مولاهم، المصريّ. وعفير

<<  <  ج: ص:  >  >>