حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلاَئِكَةٌ، لاَ يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلاَ الدَّجَّالُ".
قوله:"على أنقاب المدينة" بفتح النون والقاف بعدها موحدة، وفي حديث أنس وأبي سعيد اللذين بعده:"على نقابها" جمع نقب بالسكون، وهما بمعنى، قال ابن وهب: المراد بها المداخل والأبواب، وأصل النقب: الطريق بين الجبلين، وقيل: الأنقاب: الطرق التي يسلكها الناص، ومنه قوله تعالى:{فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ} وفي حديث جابر: "يسيح في الأرض أربعين يومًا، يرد كل بلدة غير هاتين البلدتين؛ مكة والمدينة، حرمهما الله تعالى عليه، يوم من أيامه كالسنة، ويوم كالشهر، ويوم كالجمعة، وبقية أيامه كأيامكم" أخرجه الطبراني، وهو عند أحمد بنحوه بسند جيد ولفظه: تطوى له الأرض في أربعين يومًا، إلا ما كان من طيبة" الحديث، وأصله عند مسلم، عن النواس بن سمعان بلفظ: قلنا: يا رسول الله! فما لبثه في الأرض؟ قال: "أربعون يومًا" فذكره وزاد: قلنا: يا رسول الله! فذلك اليوم الذي كالسة تكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: "لا، اقدروا له قدره"، قلنا: يا رسول الله! وما إسراعه في الأرض؟ قال: "كالغيث استدبرته الريح"، وله عن عبد الله بن عمرو: "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين، لا أدري يومًا أو أربعين شهرًا، أو أربعين عامًا" الحديث، والجزم بأنها أربعون يومًا مقدّم على هذا الترديد، فقد أخرجه الطبراني من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو بلفظ: "يخرج -يعني الدجال- فيمكث في الأرض أربعين صباحًا، يرد فيها كل منهل، إلا الكعبة والمدينة وبيت المقدس" الحديث، فيحصر المؤمنين فيه، ثم يهلكه الله" وفي حديث جنادة بن أبي أمية: أتينا رجلًا من الأنصار من الصحابة قال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:"أنذرتكم المسيح" الحديث، وفيه:"يمكث في الأرض أربعين صباحًا، يبلغ سلطانه كل منهل، لا يأتي أربعة مساجد؛ الكعبة، ومسجد الرسول، ومسجد الأقصى، والطور" أخرجه أحمد، ورجاله ثقات.
[رجاله أربعة]
مرَّ منهم: إسماعيل بن أبي أويس في الخامس عشر من الإيمان، ومرَّ أبو هريرة في