قوله:"إن من أشراط الساعة" أي: علاماتها، كما مر في الإيمان، ومر أن منها ما يكون من قبيل المعتاد، ومنها ما يكون خارقًا للعادة. وقوله:"أن يُرفع العلم" هو في محل نصب؛ لأنه اسم إنّ، وسقطت إن من رواية النَّسائي، وعلى روايته يكون مرفوع المحل على الابتداء، مقدمٌ خبره. والمراد برفعه موت حملته، لا محوه من صدورهم، كما يأتي صريحًا في الحديث. وقوله:"ويثْبت الجهل" بفتح أوله وسكون المثلثة، وضم الموحدة، وفتحِ المثناة، من الثبوت، وهو السكون والاستقرار. وفي رواية لمسلم "ويُثَبتَ" بضم أوله وفتح الموحدة، بعدها مثلثة، أي: ينتشر ويفشو. وحكي "يُنَثُّ" بنون ومثلثه، من النَّثَّ، وهو الإشاعة، وليست في شيء من الصحيحين.
وقوله:"يُشرَبُ الخمر" هو بضم المثناة أوله، وفتح الموحدة، على العطف، والمراد كثرة ذلك واشتهاره. وعند المصنف في النكاح: ويكثر شرب الخمر، فالمطلق محمول على المقيد خلافًا لمن ذهب إلى أنه لا يجب حمله عليه، والاحتياط بالحمل ههنا أَوْلى؛ لأن حمل كلام النبوة على أقوى محامله أقرب، فإن السياق يفهم أن المراد بأشراط الساعة وقوعُ أشياء لم تكن معهودة حين المقالة، فإذا ذكر شيئًا كان موجودًا عند المقالة، فحمله على المراد بجعلة علامة، أن يتصف بصفة زائدة على ما كان موجودًا، كالكثرة والشهرة أقرب. وقوله:"ويُظْهر الزِّنا" أي يفشو، والزنا