قد تقدم قبل هذه الترجمة بثلاثة أبواب باب "صفوف الصبيان مع الرجال في الجنائز" قال ابن رشيد: أفاد بالترجمة الأولى بيان كيفية وقوف الصبيان مع الرجال، وأنهم يصفون معهم لا يتأخرون عنهم، لقوله في الحديث الذي ساقه فيها "وأنا فيهم" وأفاد بهذه الترجمة مشروعية صلاة الصبيان على الجنائز، وهو، وإن كان الأول دل عليه ضمنًا، لكن أراد التنصيص عليه وأخر هذه الترجمة عن فضل اتباع الجنائز ليبين أن الصبيان داخلون في قوله "من تبع جنازة".
هذا الحديث مرَّ في باب الإذن على الجنازة، ومرَّ هناك ذكر محل استيفاء الكلام عليه، ومرَّ هناك تعريف الرجل المصلى عليه.
[رجاله ستة]
قد مرّوا، إلا يحيى، مرَّ يعقوب بن إبراهيم في السادس عشر من العلم، ومرَّ زائدة في الثاني والعشرين من الغُسل، ومرَّ أبو إسحاق الشيبانيّ في السابع من الحيض، ومرَّ عامر في الثالث من الإِيمان, ومرَّ ابن عباس في الخامس من بدء الوحي.
ويحيى هو ابن أبي بكير، واسمه نَسْر، بفتح النون، الأسَدِيّ القَيْسِيّ أبو زكرياء الكَرَمانيّ الأصل، سكن بغداد. قال أحمد: كان كيِّسًا، وكان يثنى عليه. وقال ابن مُعين وابن المِدينيّ: ثقة. وقال العجلي: كوفي ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حِبَّان في الثقات. روى عن حَرِيز بن عثمان وزائدة وإسرائيل وغيرهم. وروى عنه حفيده عبد الله بن محمد بن يحيى، ويعقوب بن إبراهيم وأبو بكر بن أبي شَيبة وغيرهم. مات سنة ثمان أو تسع ومئتين. ثم قال المصنف: