على خارجها، ويمنع داخلها، ثم يأتي إيلياء، فيحاصر عصابة من المسلمين"، وحاصل ما وقع به الجمع أن الرعب المنفي هو الخوف والفزع، حتى لا يحصل لأحد فيها بسبب نزوله بقربها شيء منه، أو هو عبارة عن غاشية، وهو غلبته عليها، والمراد بالرجفة الارفاق، وهو إشاعة مجيئه، وأنه لا طاقة لأحد به فيسارع إليه حينئذ من كان يتصف بالنفاق والفسق، فيظهر حينئذ تمام أنها تنفي خبثها، وفي رواية أنس في الفتن زيادة: "إن شاء الله"، بعد قوله: "فلا يقربنها الدجال ولا الطاعون"، قيل: هذا الاستثناء محتمل للتعليق، ومحتمل للتبرك، وهو أولى، وقيل: إنه يتعلق بالطاعون فقط، وفيه نظر، ففي حديث محجن بن الأدرع المذكور آنفًا: "لا يدخلها الدجال إن شاء الله تعالى"، وهذا يؤيد أنه لكل منهما، وفي حديثه: "تلقاه بكل نقب من نقابها مَلَكٌ مصلت سيفه، يمنعه عنها"، وعند الحاكم عن أبي عبد الله القراظ: سمعت سعد بن مالك وأبا هريرة يقولان: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم بارك لأهل المدينة" الحديث وفيه: "ألا إن الملائكة مشتبكة بالملائكة، على كل نقب من أنقابها مَلَكَان يحرسانها، لا يدخلها الطاعون، ولا الدجال"، قال ابن العربي: يجمع بين هذا وبين قوله: "بكل نقب من نقابها ملك مصلت سيفه" بأن سيف أحدهما مسلول والآخر بخلافه.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا: مرَّ إبراهيم بن المنذر في الأول من العلم، ومرَّ الأوزاعي في العشرين منه، ومرَّ إسحاق بن عبد الله في الثامن منه، ومرَّ الوليد بن مسلم في السادس والثلاثين من مواقيت الصلاة، ومرَّ أنس في السادس من الإيمان، أخرجه مسلم في الفتن والنسائي في الحج.
قوله: "حدثنا طويلًا عن الدجال" كذا ورد من هذا الوجه مبهمًا، وقد ورد من غير هذا الوجه، عن أبي سعيد ما لعله يؤخذ منه ما لم يذكر لما في رواية أبي نضرة، عن أبي سعيد عند مسلم، أنه يهودي وأنه لا يولد له، وأنه لا يدخل مكة ولا المدينة، وفي رواية عطية عن