للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي سعيد رفعه في صفة عين الدجال، وفيه: "ومعه مثل الجنة والنار، وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى، كلما خرجا من قرية، داخل أوائله"، أخرجه أبو يعلى والبزار، وهو عند أحمد بن منيع مطول، وسنده ضعيف وفي رواية أبي الوداك عن أبي سعيد رفعه في صفة عين الدجال أيضًا وفيه: "معه من كل لسان، ومعه صورة الجنة خضراء، يجري فيها الماء، وصورة النار سوداء تدخن" وسأتكلم ان شاء الله تعالى بعد تمام الكلام على الحديث، على هذه الزيادات المذكورة في هذه الروايات، من صفة العين، والجنة، والنار.

وقوله: "يأتي الدجال" أي: إلى ظاهر المدينة.

وقوله: "فينزل بعض السباخ" -بكسر المهملة وتخفيف الموحدة- جمع سبخة بفتحتين وهي الأرض الرملة التي لا تنبت لملوحتها، وهذه الصفة خارج المدينة من غير جهة الحرة، وقد مرَّ في الذي قبله الكلام على محل نزوله بأوفر من هذا.

وقوله: "التي تلي المدينة" أي: من قبل الشام.

وقوله: "فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس"، وفي رواية الفتن: "أو من خيار الناس"، وفي رواية أبي الوداك عند مسلم عن أبي سعيد: "فيتوجه قبله رجل من المؤمنين، فليلقاه مسالح الدجال فيقولون: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء، فينطلقون به إلى الدجال -بعد أن يريدوا قتله- فإذا رآه قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وفي رواية عطية: "فيدخل القرى كلها؛ غير مكة والمدينة، حرمتا عليه، والمؤمنون متفرقون في الأرض، فيجمعهم الله، فيقول رجل منهم: والله لأنطلقن فلأنظرن هذا الذي أنذرناه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيمنعه أصحابه خشية أن يفتتن به، فيأتي حتى إذا أتى أدنى مسلحة من مسالحه أخذوه، فسألوه: ما شأنه؟ فيقول: أريد الدجال الكذاب، فيكتبون إليه بذلك فيقول: أرسلوا به إليّ، فلما رآه عرفه"، والمسلحة: الثغر، والقوم ذوو سلاح.

وقوله: "فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" حديثه في رواية عطية: "أنت الدجال الكذاب، الذي أنذرناه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" وزاد: "فيقول له الدجال: لتطيعني فيما آمرك به، أو لأشقنك شقتين، فينادي: يا أيها الناس هذا المسيح الكذاب.

وقوله: "فيقول الدجال: أرأيتم ان قتلت هذا، فأحييته" إلخ في رواية عطية: "ثم يقول الدجال لأوليائه" وهذا يوضح أن الذي يجيبه بذلك أتباعه، ويرد قول من قال: إن المؤمنين يقولون له ذلك تَقِيَّةً، أو مرادهم: لا نشك أي: في كفرك وبطلان قولك.

وقوله: "فيقتله، ثم يحييه في رواية أبي الوداك: "فيأمر به الدجال فيشج، فيشبع ظهره وبطنه ضربًا"، فيقول: أما تؤمن بي فيقول: أنت المسيح الكذاب، فيؤمر به، فيوشر بالميشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه، ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول: قم؛ فيستوي

<<  <  ج: ص:  >  >>