يحتمل أنها أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع الأنصارية الأوسية ثم الأشهلية، وكانت تعرف بخطيبة النساء؛ لأنها روت أصل هذه القصة في حديث أخرجه البيهقي والطبراني عن شهر بن حوشب عنها "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرجَ إلى النساءِ وأنا معهنَّ فقال: يا معشرَ النساءِ إنكنَّ أكثرَ حطب جهنمَ فناديتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وكنتُ عليه جريئة لِمَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: لأنكنَّ تكثرنَ اللعنَ وتكفرن العشيرَ" الحديث فلا يبعد أن تكون هي التي أجابته أولًا بنعم، فإن القصة واحدة فلعل بعض الرواة ذكر ما لم يذكره الآخر. وهي بنت عم معاذ بن جبل وكانت تُكنّى أم سلمة روى الترمذي عن شهر بن حوشب قال: حدثتنا أم سلمة الأنصارية قالت: "قالت امرأة من النسوة اللاتي بايعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه" الحديث.
وعند أحمد وابن سعد أنها بايعت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه أنه لا يصافح النساء. وروى ابن عبد البر أنها أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت إني رسول مَنْ ورائي مِنْ جماعةِ نساءِ المؤمنين كلُّهنَّ يقلنَ بقولي وعلى رأي مثلِ رأي إنّ اللهَ بعثكَ إلى الرجالِ والنساءِ فآمنا بك واتبعناك ونحنُ معشرَ النساءِ مقصوراتٌ مخدراتٌ قواعد بيوتٍ وموضعُ شهواتِ الرجالِ وحاملات أولادِهم، وإنَّ الرجالَ فضلوا بالجماعاتِ وشهودِ الجنائز والجهادِ، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالَهم، افنشاركهم يا رسولَ الله؟ فالتفتَ رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بوجههِ إلى أصحابه وقال سمعتُم مقالَ امرأةٍ ما أحسنَ سؤالًا عن دينِها من هذه. قالوا: بلى واللهِ يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- انصرفي يا أسماءُ وأعلمي من وراءَك من النساءِ أنّ حسن ما تفعلُ إحداكُنَّ لزوجها وطلبَها لرضائه واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرتِ للرجالِ، فانصرفتْ أسماء وهي تهلّلُ وتكبّرُ استبشارًا بما قال لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-".
شهدت اليرموك وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها، وعاشت بعد ذلك دهرًا، لها أحاديث انفرد لها البخاري بحديثين. روى عنها ابن أخيها محمود بن عمرو الأنصاري ومهاجر بن أبي أسلم مولاها وشهر بن حوشب وهو أروى الناس عنها.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والإخبار بالجمع والإفراد والعنعنة والسماع والقول، وشيخ البخاري من أفراده ورواته بين بخاري ويماني ومكي وأخرجه البخاري أيضًا في "التفسير" ومسلم في "الصلاة" وكذا أبو داود وابن ماجه. ثم قال المصنف: