وقوله:"شهادة في سبيلك" فقبل الله دعاءه ورزق الشهادة، وقتله أبو لؤلؤة، غلام المغيرة بن شعبة ضربه في خاصرته وهو في صلاة الصبح، وكان يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة، وقيل لثلاث بقين منه سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة، في سن النبي -صلى الله عليه وسلم- وسن أبي بكر رضي الله تعالى عنه.
وقوله:"واجعل موتي في بلد رسولك" وقد وقع كذا، ودفن عند أبي بكر وأبو بكر عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فالثلاثة في بقعة واحدة هي أشرف البقاع.
[رجاله سبعة]
مرَّ منهم يحيى بن بكير والليث في الثالث من بدء الوحي، وعمر في الأول منه، ومرَّ خالد بن يزيد وسعيد بن أبي هلال في الثاني من الوضوء، ومرَّ زيد بن أسلم في الثاني والعشرين من الإيمان، ومرَّ أبوه أسلم في الحادي والتسعين من الزكاة.
ثم قال:
وقال ابن زريع عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن أمه عن حفصة بنت عمر رضي الله تعالى عنهما قالت: سمعت يقول نحوه.
ولفظه عن حفصة، قالت: سمعت عمر يقول: اللهم قتلًا في سبيلك ووفاةً في بلد نبيك، قالت: فقلت: وأنى هذا قال: يأتي به الله إن شاء وهذا التعليق وصله الإسماعلي.
[ورجاله خمسة]
مرَّ منهم يزيد بن زريع في السادس والتسعين من الوضوء، ومرَّ روح بن القاسم في الثاني والثمانين منه، ومرت حفصة في الثالث والستين منه، ومرَّ محل زيد بن أسلم في الذي قبله وفي هذه الرواية ذكر أم زيد ولم أقف على اسمها.
ثم قال:
وقال هشام: عن زيد عن أبيه عن حفصة، سمعت عمر رضي الله تعالى عنه.
وأراد البخاري بهذين التعليقين بيان الاختلاف فيه على زيد بن أسلم فاتفق هشام بن سعد وسعيد بن أبي هلال على أنه عن زيد عن أبيه أسلم إلا أن هشامًا جعله عن أسلم عن حفصة عن عمر وابن أبي هلال جعله عن أسلم عن عمر، وانفرد روح بن القاسم عن زيد بقوله: عن أمه والمشهور أن زيدًا يروي عن أبيه لا عن أمه، وللحديث طريق أخرى أخرجها عمر بن شبة عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر عن عمر إسنادها صحيح، ومن وجه آخر منقطع، وزاد فكان الناس يتعجبون من ذلك ولا يدرون ما وجهه حتى طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وهذا التعليق وصله محمد بن سعد.