للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمزدلفة، ويجمع كل واحد منهما بالبقعة الأخرى، ومرَّ ابن عمر في أول الإيمان قبل ذكر حديث.

[الحديث الثالث والأربعون والمائة]

وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ عَامَ نَزَلَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه: كَيْفَ تَصْنَعُ فِي الْمَوْقِفِ يَوْمَ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ سَالِمٌ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ فَهَجِّرْ بِالصَّلاَةِ يَوْمَ عَرَفَةَ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: صَدَقَ. إِنَّهُمْ كَانُوا يَجْمَعُونَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي السُّنَّةِ. فَقُلْتُ لِسَالِمٍ: أَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ فَقَالَ سَالِمٌ: وَهَلْ تَتَّبِعُونَ فِي ذَلِكَ إِلاَّ سُنَّتَهُ

وقوله: "فهجر بالصلاة" أمر من التهجير، أي: صل بالهاجرة، وهي شدة الحر.

وقوله: "إنهم كانوا يجمعون بين الظهر والعصر" في السنة بضم المهملة وتشديد النون، أي: سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكأن ابن عمر فهم من قول ولده سالم، فهجر بالصلاة، أي: الظهر والعصر معًا، فأجاب بذلك، فطابق كلام ولده، وقال الطيبي: قوله في السنة هو حال من فاعل يجمعون، أي: متوغلين في السنة، قاله تعريضًا بالحجاج.

وقوله: "فقلت لسالم" القائل هو ابن شهاب.

وقوله: "أفعل" بهمزة استفهام.

وقوله: "وهل يتبعون بذلك" بتشديد المثناة وكسر الموحدة بعدها مهملة، كذا للأكثر من الأتباع، وللكشميهني: يبتغون في ذلك بسكون الموحدة وفتح المثناة بعدها معجمة من الابتغاء، أي: لا يطلبون في ذلك الفعل إلا سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي رواية الحموي بحذف في، وهي مقدرة.

رجاله خمسة قد مرّوا:

وفيه ذكر ابن الزبير والحجاج، مرَّ الليث وعقيل وابن شهاب في الثالث من بدء الوحي، ومرَّ محل سالم وابن عمر والحجاج في الذي قبله بحديث، ومرَّ ابن الزبير في الثامن والأربعين من العلم.

هذا الحديث ذكره البخاري معلقًا وقد وصله الإسماعيلي من طريق يحيى بن بكير.

ثم قال المصنف:

<<  <  ج: ص:  >  >>