ألمؤنث، وللحمويّ بضم أوله على البناء للمفعول بالتذكير، وللكَشْميهنيّ "فَذُكِرَ" بفاء وضم المعجمة وكسر الكاف، ولكل وجه. وعلى الأول يكون ذلك قول عروة، أو من دونه، وعلى الثاني والثالث يحتمل أن يكون من كلام عائشة، وهو على كل حال تفسير لقولها "لا تنام الليل" ووصفها بذلك خرج مخرج الغالب، قلت: لا يظهر إلا أن الألفاظ الثلاثة من كلام عائشة، تفسيرًا لقولها، وأي وجه للفرق بينها؟
وسئل الشافعي عن قيام جميع الليل فقال لا أكرهه إلا لمن خشى أن يضر بصلاة الصبح. وفي قوله -صلى الله عليه وسلم- في جواب ذلك "مه" إشارة إلى كراهة وذلك خشية الفتور والملال على فاعله، لئلا ينقطع عن عبادة التزمها فيكون رجوعاً عمّا بذل لربه من نفسه. وقوله:"عليكم ما تطيقون من الأعمال" هو عام في الصلاة، وفي غيرها. وفي الرواية المتقدمة في الإيمان بدون قوله:"من الأعمال" فحمله الباجىّ وغيره على الصلاة. خاصة؛ لأن الحديث ورد فيها، وحمله على جميع العبادات أولى، وقد تقدمت مباحث حديث عائشة هذا، والكلام على قوله:"إن الله لا يمل حتى تملوا" في باب "أحب الدين إلى الله أدومه" من كتاب الإيمان.
[رجاله خمسة]
وفيه ذكر امرأة مبهمة، وقد مرّ الجميع، مرّ عبد الله بن مَسلمة في الثاني عشر من الإيمان، ومرّت المرأة المبهمة، وهي الحولاء بنت التويت في السادس والثلاثين منه، ومرّت الأربعة الباقية، بهذا النسق، في الثاني من بدء الوحي. ثم قال المصنف: