قيد المصنف قصر الخطبة بعرفة اتباعًا للفظ الحديث، وقد أخرج مسلم الأمر باقتصار الخطبة في أثناء حديث لعمار أخرجه في الجمعة، قال ابن التين: أطلق أصحابنا العراقيون أن الإمام لا يخطب يوم عرفة، وقال المدنيون والمغاربة: يخطب، وهو قول الجمهور، ويحمل قول العراقيين على معنى أنه ليس لما يأتي به من الخطبة تعلق بالصلاة كخطبة الجمعة، وكأنهم أخذوه من قول مالك: كل صلاة يخطب لها يجهر فيها بالقراءة، فقيل له: فعرفة يخطب فيها ولا يجهر بالقراءة؟ فقال: إنما تلك للتعليم.
هذا الحديث مرَّ الكلام عليه في باب التهجير بالرواح قريبًا.
رجاله خمسة قد مرّوا:
وفيه ذكر الحجاج وعبد الملك وقد مرَّ الجميع، مرّ محل عبد الله بن مسلمة، ومالك في الذي قبله بحديث، ومرَّ محل ابن شهاب وسالم وأبيه والحجاج في الذي قبله بحديثين، ومرَّ عبد الملك بن مروان فيه.