وكان السبب في ذلك ما تضمنه ذلك من عدم الرضى بالقضاء، فإن وقع التصريح بالاستحلال مع العلم بالتحريم أو التسخط، مثلًا، وقع، فلا مانع من حمل النفي على الإخراج من الدين حقيقة بالكفر.
وقوله: ولطم الخدود، خص الخدود بذلك لكونه هو الغالب في ذلك، وإلاّ فضرب بقية الوجه داخل في ذلك. وقوله: وشق الجيوب، جمع حبيب بالجيم والموحدة، وهو ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس، والمراد بشقّه إكمال فتحه إلى آخره، وهو من علامات التَّسَخُّط.
وقوله: ودعا بدعوى الجاهلية، في رواية مسلم "بدعوى أهل الجاهلية" أي: من النياحة ونحوها، وكذا الندبة، كقولهم: واجبلاه، وكذا الدعاء بالوَيل والثبور، كما يأتي بعد ثلاثة أبواب.
[رجاله ستة]
قد مرّوا، مرَّ أبو نعيم في الخامس والأربعين من الإيمان, وسفيان في السابع والعشرين منه، وزبيد الياميّ في الحادي والأربعين منه، وإبراهيم في الخامس والعشرين منه، ومسروق في السابع والعشرين منه مع سفيان الثوريّ، ومرَّ ابن مسعود في أول أثر منه.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والعنعنة والقول، ورواته كلهم كوفيون، وفيه رواية التابعيّ عن التابعيّ، أخرجه البخاريّ في الجنائز أيضًا، وفي مناقب قريش، ومسلم في الإيمان, والتِّرْمِذِيّ والنَّسائيّ وابن ماجه في الجنائز. ثم قال المصنف: