هذا الحديث قد مرّ في كتاب العلم في باب (مَنْ أجاب الفُتيا بإشارة اليد والرأس) وقد استوفى الكلام عليه هناك غاية الاستيفاء. وأخرجه هناك عن موسى بن إسماعيل وهنا قال: قال محمود وهو ابن غيلان: أحد شيوخه، وكلام أبي نعيم في "المستخرج" يشعر بأنه قال حدّثنا محمود، وذكر هنا ألفاظًا لم تكن في السابق منها: قوله هنا: "أما بعد" قالت: ولغط نسوة من الأنصار، فأنكفأت إليهن لأسكتهن، فقلت لعائشة: ما قال؟ قالت: قال: ... " إلخ.
وقوله: "لغط نسوة من الأنصار" اللغط بالتحريك الأصوات المختلفة التي لا تفهم. وقوله: "فانكفأت" أي: ملت بوجهي ورجعت إليهن لأسكتهن وأصله من كفأت الإناء إذا أملته وكببته، ومنها قوله قال هشام: فلقد قالت فاطمة فأوعيته غير أنها ذكرت ما يغلظ عليه الأصل في مثل هذا