وروي عن سعيد بن جُبير أنه قال: مات ابن عباس وأنا بالطائف، فشهدت جنازته، فجاء طائر أبيض لم يُرَ على خِلقَتِه مثله، فدخل في نَعْشه، ولم نره خارجًا منه، فلما دُفِن تليت هذه الآية: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} [الفجر:٢٧ - ٢٨] إلى آخر السورة، فكانوا يرون أنه عِلْمُه، وقيل: إنه بصره، وضرب محمَّد فُسطاطًا على قبره، واختلف في سِنِّه يوم مات، فقيل: ابن إحدى وسبعين، وقيل: ابن اثنتين، وقيل: أربع، والأول هو الأقوى، وليس في الكتب الستة مَنْ اسمه عبد الله بن عباس سواه.
فائدة: رُوي عن غُنْدَر أن ابن عباس لم يسمع من النَبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلا تسعة أحاديث، وعن يحيى القَطّان عشرة، وقال الغزالي في "المستصفى": أربعة. وفيه نظر، ففى الصحيحين عن ابن عباس مما صرح فيه بسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من عشرة، وفيهما مما يشهد فعله نحو ذلك، وفيهما ما له حكم الرفع نحو ذلك، فضلًا عما ليس في الصحيحين، قاله في:"تهذيب التهذيب".
لطائف إسناده منها: أنه كله على شرط الستة، ورواته ما بين مكيٍّ وبَصْري وواسِطي، وكلهم من الأفراد، لا أعلم من شاركهم في أسمائهم وأسماء آبائهم. وفي رواية تابعي عن تابعي، وهما موسى بن أبي عائشة، وسعيد بن جُبير.
أخرجه البخاري هُنا، وفي التفسير، وفي فضائل القرآن عن قُتَيْبَةَ. ومسلم في الصلاة عن إسحاق بن إبراهيم، وقُتيبة، وغيرهما. والتِّرمذي من حديث سفيان بن عيينة، وقال: حسن صحيح.