وقوله:"حين تستوي به قائمة"، قد مرَّ الكلام على هذا مستوفى عند حديث ابن عمر في باب غسل الرجلين في النعلين من كتاب الوضوء.
وفي الحديث الركوب في سفر الحج، وقد اختلف في أفضلية الركوب والمشي في الحج، فقال قوم: الركوب أفضل تباعًا للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولفضل النفقة فإنَّ النفقه فيه كالنفقة في سبيل الله سبعمائة ضعف، كما أخرجه أحمد عن بريدة، وصحح جماعة أن المشي أفضل، وبه قال إسحاق لأنه أشدُّ على النفس، وفي حديث صححه الحاكم عن ابن عباس مرفوعًا:"من حجَّ إلى مكة ماشيًا حتى رجع كُتِبَ له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم"، قيل: وما حسنات الحرم، قال:"كل حسنة بمائة ألف حسنة".
وقال مجاهد: أُهبط آدم عليه السلام في الهند، فحج على قدميه البيت أربعين حجة، وقال: إن إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام حجًا ماشيين، وفي "المستدرك": عن أبي سعيد الخدري، قال: حجَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مشاة من المدينة إلى مكة، ثم قال:"اربطوا على أوساطكم مآزركم وامشوا مشيًا خلط الهرولة"، ثم قال: صحيح الإِسناد، قلت: هذا الحديث لا أظن له صحة، لأن النبي لم يحج من المدينة إلا حجة الوداع، وحج راكبًا، ولعله إنْ كان له أصل وقع من مكة لا من المدينة، وقد طالعت "المستدرك" ولم أطلع عليه فيه، والذي عزاه له هو العيني، والذي وجدته فيه هو أنَّ الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، حجَّ خمسة وعشرين حجة ماشيًا، وإن الجنائب لتُقاد بين يديه. أ. هـ.
رجاله ستة قد مرّوا مرَّ:
أحمد بن عيسى في الرابع والسبعين من استقبال القبلة، وابن وهب في الثالث عشر من العلم، ومرَّ ابن شهاب في الثالث من بدء الوحي، ويونس بن يزيد في متابعة بعد الرابع منه، ومرّ سالم بن عبد الله في السابع عشر من الإِيمان، ومرّ أبوه عبد الله في أوله قبل ذكر حديث منه.
أخرجه مسلم والنسائي. أ. هـ.
[الحديث الثالث]
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن موسى، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، سَمِعَ عَطَاءً يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:"أَنَّ إِهْلاَلَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ حِينَ اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ".