عباس في قوله يجأرون قال: يستغيثون، وقال القَزّاز: الخُوار بالمعجمة، والجؤار بالجيم، بمعنى واحد في البقر. وقال ابن سيده: خار الرجل رفع صوته بتضرع.
وهذا التعليق قطعة من حديث ابن اللّتْبِيَّة أخرجه مسندًا موصولًا من طرق، وهذا القدر وقع عنده موصولًا في كتاب "ترك الحيل" وأبو حميد مرّ في تعليق أول أبواب استقبال القبلة.
قوله:"انتهيت إليه" هو مقول المعرور، والضمير يعود على أبي ذَرٍّ، وهو الحالف، وقوله:"أو كما حلف" يشير بذلك إِلى أَنه لم يضبط اللفظ الذي حلف به. وقال العيني: إن قوله انتهيت إِليه مقولُ أبي ذَرٍّ لا مقول معرور، وإن الحالف هو النبي -صلى الله عليه وسلم-، واعتمد في ذلك ما في رواية مسلم والترمذيّ من تصريح أبي ذَرٍّ بقوله: جئت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني مقبلًا قال: هم الأخسرون، وربّ الكعبة، يوم القيامة. وفيه ثم قال: والذي نفسي بيده لا يموت رجل فيدع إبلًا أو بقرًا لم يُؤدِ زكاَتها ... إلخ.
وقوله:"أعظمَ" بالنصب على الحال، وأسمنه، عطف عليه. وقوله:"جازت" أي: مرت وردت، أي: أُعيدت. وقوله:"لا يؤدي حقها" في رواية مسلم "لا يؤدي زكاتها". وهو أصرح في مقصود الترجمة، واستدل بقوله:"تكون له إبل أو بقر على استواء زكاة الإبل والبقر في النصاب" ولا دلالة فيه، لأنه قَرَن معه الغنم، وليس نصابها مثل نصاب الإبل اتفاقًا. وقد مرّ الكلام مستوفى على بقية المتن في أوائل الزكاة في باب "إثم مانع الزكاة".
وأخرج مسلم في أول هذا الحديث قصة فيها "هم الأكثرون أموالًا إلا من قال هكذا وهكذا"، وقد أفرد البخاريّ هذه القطعة، فأخرجها في كتاب الإيمان والنذور بهذا الإسناد، ولم يذكر هناك القدر الذي ذكره هنا.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا، مرّ عمر بن حفص وأبوه حفص في الثاني عشر من الغُسل، ومرَّ الأعمش في الخامس والعشرين من الإيمان، ومرّ المعرور بن سويد، وأبو ذرٍّ في الثالث والعشرين منه.