ولد يحيى بن معين سنة ثمان وخمسين ومائة، ومات بمدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لسبع ليال بقين من ذي القعدة قبل أن يحج سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وله سبع وسبعون سنة إلا نحواً من عشرة أيام، وغسل على أعواد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحمل على سريره، ودفن بالبقيع، وصلى عليه صاحب الشرطة، ونودي بين يديه: هذا الذي كان ينفي الكذب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, ورأى رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مجتمعين فسألهم، فقال: جئت لهذا الرجل أصلي عليه فإنه كان يذب عن حديثي.
وقال حبيش بن مبشر: رأيت يحيى بن معين في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، وأعطاني وزوجني ثلاثمائة حوراء، وأدخلني عليه مرتين، وقال فيه بعض أهل الحديث.
ذهب العلم بعيث كل محدث ... وبكل مختلف من الإسناد
وبكل وهم في الحديث ومشكل ... يعني به علماء كل بلاد
روى عن عبد السلام بن حرب، وعبد الله بن المبارك، وحفص بن غياث، وابن عيينة، وعبد الرزاق، ووكيع، وخلق.
وروى عنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي الحواري، وابن سعد، وداود بن رشيد، وأبو خيثمة وهم من أقرانه، وخلق كثير.
وهذا الحديث الكلام عليه هو الذي مرَّ في الذي قبله.
رجاله خمسة قد مرّوا:
مرَّ الحميدي وسفيان بن عيينة في الأول من بدء الوحي، ومرّ هشام وأبو عروة وعائشة في الثاني منه، ومرَّ محمد بن المثنى في التاسع من الإيمان, أخرجه البخاري أيضًا في المغازي، ومسلم في الحج، وكذا أبو داود والترمذي والنسائي.