جمعهُ في صدره، والثانيةُ تلاوتُه، والثالثة تفسيرُه وإيضاحهُ.
وجبريلُ هو ملَكُ الوحي المُفَضَّلُ به على جميع الملائكة، وهو الموكل بإنزال العذاب والزلازل والدمادِم، ومعناه: عبد الله بالسِّريانية. لأن "جبر" عبد و "إيل" اسم من أسماء الله تعالى، فقيل: الله، وقيل: الرحمن، وقيل: الرزاق، كما روي عن عكرمة وابن عكرمة وابن عباس، وقيل: إن الإِضافة في هذه الأسماء مقلوبةٌ فإيل هو العبد، وأوله اسم من أسماء الله تعالى: ومعنى الجبر عند العجم موافق لمعناه في العربية: وهو إصلاح ما فسد، وجبر ما وَهَى من الدين، وفيه تسعُ لغات جَبرئيل بفتح الجيم وسكون الباء بوزن سَلسبيل، وجَبْرَئِل بحذف الياء كجَحِمْرِش، وجَبريل بحذف الهمزة مفتوح الجيم كشمويل، وبوزن قِنديل، وجِبرالّ بلام مشددة، وجِبرائيل بوزن جِبراعيل، وبوزن جِبراعِل بحذف الياء، وجَبْرين بفتح الجيم وبالنون بدل اللام، وجِبرين بكسر الجيم وبالنون أيضًا، وقد قُرىء بأربع منها في المتواترة قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص: جِبريل كقنديل، وقرأ ابن كثير: جَبريل كشَمْويل، وقرأ حمزة والكسائي: جَبْرَئيل كسَلْسَبيل، وقرأ عاصم: جَبْرَئِل كجَحَمُرش، وقُرِىءَ بالبواقي في الشواذ.
[وأما رجاله فخمسة]
الأول: موسى بن إسماعيل المِنْقري مولاهم أبو سَلَمة التَّبُوذَكي البَصْري، قال عباسٌ الدُّوري، عن ابن معين: ما جلستُ إلى شيخ إلا هابني وعَرَف لي، ما خلا هذا التَّبُوذَكي، وقال: عددتُ ليحيى بن معينَ ما كتبنا عنه خمسًا وثلاثين ألف حديث، وقال الحسين بن الحسن الرّازي، عن ابن معين: ثقة مأمون، وقال أبو حاتم: سمعتُ ابنَ معين وأثنى على أبي سلمة، وقال: كان كَيِّسًا، وكان الحجاجُ بن مِنْهال رجلًا صالحًا، وأبو سَلَمة أتقنُهما، وقال أبو الوليد الطَّيالِسيُّ: موسى بن إسماعيل ثقة صدوق، وقال ابنُ المَديني: من لا يكتُب عن أبي سلمة