كأنه يشير إلى أن قوله:{قِيَامًا}، أي: قوامًا، وأنها ما دامت موجودة فالدين قائم، ولهذه النكتة أورد في الباب قصة هدم الكعبة في آخر الزمان، وقد روى ابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن الحسن البصري أنه تلا هذه الآية، فقال: لا يزال الناس على دين ما حجوا البيت واستقبلوا القبلة، وعن عطاء، قال: قيامًا للناس لو تركوه عامًا لم ينظروا أن يهلكوا.
وقوله:"ذو السويقتين" فاعل تثنية سويقة، وهي تصغير ساق، أي: له ساقان دقيقان.
وقوله:"من الحبشة", أي: رجل من الحبشة؛ والحبشة جنس من السودان، وهم من ولد كوش بن حام، وهم أكثر ملوك السودان، وجميع ممالك السودان يعطون الطاعة للحبش، ووقع في هذا الحديث عند أحمد، عن أبي هريرة بأتم من هذا, ولفظه:"يبايع للرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت إلا أهله؛ فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة فيخربونه لا يعمر بعده أبدًا، وهم الذين يستخرجون كنزه", ولأبي قرة في "السنن"، عن أبي هريرة، مرفوعًا:"لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة", ونحوه لأبي داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وزاد أحمد والطبراني عن مجاهد، عنه: فيسلبها حليتها ويجردها من كسولها كأني انظر إليه أصيلع أو أفيدع، يضرب عليها بمسحاته أو بمعوله، وللفاكهاني عن مجاهد نحوه، وزاد: قال مجاهد: فلما هدم ابن الزبير الكعبة