[باب النحر في منحر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمنى]
قال ابن التين: منحر النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الجمرة الأولى التي تلي المسجد.
وكأنه أخذه من أثر أخرجه الفاكهاني عن طاووس قال: كان منزل النبي -صلى الله عليه وسلم- بمنى عن يسار المصلى، قال ابن جريج: وقال غير طاووس من أشياخنا نحوه. وزاد وأمر بنسائه أن ينزلن جنب الدار بمنى وأمر الأنصار أن ينزلوا الشعب وراء الدار والشعب عند الجمرة المذكورة، قال ابن التين: وللنحر فيه فضيلة على غيره لقوله عليه الصلاة والسلام: "هذا المنحر وكل منى منحر" أخرجه مسلم من حديث جابر ولفظه: "نحرت هاهنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم" وهذا ظاهره أن نحره عليه الصلاة والسلام بذلك المكان وقع عن اتفاق لا لشيء يتعلق بالنسك، لكن ابن عمر كان شديد الاتباع، وقد روى عمر بن شبة عن عطاء قال: كان ابن عمر لا ينحر إلا بمنى، وحكى ابن بطال قول مالك في النحر بمنى للحاج، والنحر بمكة للمعتمر وأطال في تقرير ذلك وترجيحه ولا خلاف في الجواز وإن اختلف في الأفضل.
[الحديث الثامن والثمانون والمائة]
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ سَمِعتُ خَالِدَ بْنَ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه كَانَ يَنْحَرُ فِي الْمَنْحَرِ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ مَنْحَرِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
وقوله: قال عبيد الله .. إلخ. أي: ابن عمر بالإسناد المذكور والمعنى أن مراد نافع بإطلاق المنحر منحر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد روى المصنف في الأضاحي هذا الحديث أوضح من هذا، ولفظه قال عبيد الله: يعني منحر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا أردفه المصنف بطريق موسى بن عقبة عن نافع المصرحة بإضافة المنحر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفس الخبر.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا: مرَّ إسحاق بن راهويه في تعليق بعد الحادي والعشرين من العلم، ومرَّ خالد بن الحارث في تعليق بعد الثاني من استقبال القبلة، ومرَّ عبيد الله العمري في الرابع عشر من الوضوء، ومرَّ نافع في الأخير من العلم، ومرَّ ابن عمر في أول الإيمان قبل ذكر حديث منه.