"من تبعها من أهلها حتى يصلّى عليها فله قيراطٌ مثل أُحد، ومن تبعها حتى يفرغ منها، فله قيراطان".
وقوله: وحدثني عبد الرحمن، هو معطوف على مقدر، أي: قال ابن شهاب: حدثني فلان بكذا، وحدثني عبد الرحمن الأعرج بكذا. وقوله: ومن شهد، كذا في جميع الطرق بحذف المفعول، وفي رواية البيهقيّ "ومن شهدها بإثباته"، وقوله: قيل: وما القيرطان؟ لم يعين في هذه الرواية القائل، ولا المقول له. وقد بيّن الثاني مسلم في رواية الأعرج كهذه، فقال: قيل: وما القيرطان يا رسول الله؟ وعنده في حديث ثَوبان: سُئِل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن القيراط، وبيّن القائل أبو عُوانة عن أبي مُزاحم عن أبي هريرة، ولفظه "قلت وما القيراط يا رسول الله". وعند مسلم أن أبا حازم أيضًا سأل أبا هُريرة عن ذلك، وقد مرَّ في الذي قبله ذكر المحل الذي استوفيت فيه مباحث هذا الحديث.
[رجاله أربعة عشر]
لأنه رواه من ثلاث طرق, وقد مرَّ الجميع، مرَّ عبد الله بن مسلمة في الثاني عشر من الإيمان, ومرَّ سعيد المَقْبَريّ في الثاني والثلاثين منه، ومرَّ الأعرج في السابع منه، ومرَّ سعيد بن المسيَّب في التاسع عشر منه، ومرَّ عبد الله بن محمد الجُعْفِيّ، وأبو هريرة في الثاني منه، ومرَّ ابن أبي ذيب في الستين من العلم، ومرَّ أبو سعيد كيسان في السادس والعشرين من صفة الصلاة، ومرَّ هشام بن يوسف في الثالث من الحيض، ومرَّ معمر بن راشد ويونس بن يزيد في متابعات بعد الرابع من بدء الوحي، ومرَّ الزُّهرِيّ في الثالثة منه، ومرَّ أحمد بن شَبيب وأبوه في التاسع والثلاثين من الوضوء.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والإفراد، والإِخبار بالجمع والقراءة والسؤال والعنعنة والقول، ورواته بصريون وأَيْليّ ومدنيون. الطريق الأولى لم يخرجها غيره من الستة، والثانية أخرجها مسلم في الجنائز، وكذا النَّسائيّ وابن ماجه، والثالثة أخرجها أيضًا مسلم والنَّسائيّ في الجنائز. ثم قال المصنف: