الرابع: المراد بالروح النطق، فتجوز فيه من جهة خطابنا بما نفهم.
الخامس: أنه يستغرق في أمور الملأ الأعلى، فإذا سلم عليه رجع إليه فهمه، فيجيب من سلم عليه، وقد استشكل ذلك من جهة أخرى، وهو أنه يستلزم استغراق الزمان كله في ذلك لاتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصى كثرة، وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل، وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة.
وقوله في الحديث:"إذا انحدر" كذا في الأصول، وحكى عياض أن بعض العلماء أنكروا إثبات الألف، وغلَّط رواته وهو غلط منه إذ لا فرق بين إذا وإذ هنا لأنه وصفه حالة انحداره فيما مضى، وفي الحديث أن التلبية في بطون الأودية من سنن المرسلين، وأنها تتاكد عند الهبوط، كما تتأكد عند الصعود، وهذا الحديث، قال الإِسماعيلي، لم يصرح أحد ممن رواه عن ابن عون بذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا شك أنه مراد؛ لأن ذلك لا يقوله ابن عباس من قبل نفسه ولا عن غير النبي -صلى الله عليه وسلم-. أ. هـ.
[رجاله خمسة]
مرّ منهم محمد بن المثنى في التاسع من الإِيمان، ومرّ مجاهد في إثر أوله قبل ذكر حديث منه، ومرّ عبد الله بن عون في التاسع من العلم، ومرّ ابن عباس في الخامس من بدء الوحي، ومرّ محمد بن أبي عدي في العشرين من الغسل. أ. هـ.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والإفراد والعنعنة والقول، ورواته بصريُّون إلا مجاهد مكي، أخرجه البخاري أيضًا في اللباس، وأحاديث الأنبياء، ومسلم في الإِيمان.