أشار بهذه الترجمة إلى الرد على ما ذكره ابن حبيب أنه كان -صلى الله عليه وسلم- إذا رَقِيَ المنبر وجلس أذّنَ المؤذنونَ وكانوا ثلاثةً واحدًا بعد واحد فإذا فرغ الثالث قام فخطب فإنه دعوى تحتاج لدليل ولم يَر ذلك صريحًا في طريق متصلة يثبت مثلها. قال في "الفتح" ثم وجدته في مختصر البويطي عن الشافعي.
زاد في هذه الرواية عن التي قبلها "ولم يكن للنبي -صلى الله عليه وسلم- مؤذن غير واحد". ومثله للنسائي وأبي داود من رواية صالح بن كيسان، ولأبي داود وابن خزيمة من رواية ابن إسحاق كلاهما عن الزهري وهو ظاهر في إرادة نفي تأذين اثنين معًا، والمراد أن الذي كان يؤذن هو الذي كان يقيم، والمؤذن الراتب هو بلال وأما أبو مَحْذورة وسعد القرظ فكان كل منهما بمسجده الذي رتب فيه، فكان سعد القرظ مؤذنًا (بقباء)، وأبو مَحْذورة مؤذنًا (بمكة)، وأما ابن أم مكتوم فلم يرد أنه كان يؤذن إلا في الصبح، وأما الحارث الصدائي فإنه تعلم الأذان ليؤذن لقومه.
[رجاله أربعة]
وفيه ذكر عثمان وقد مرّوا، مرّ ذكر محل الزهري والسائب وعثمان في الذي قبله، ومرّ أبو نعيم في الخامس والأربعين من الإيمان، ومرّ عبد العزيز الماجشون في الأربعين من العلم. ثم قال المصنف: