للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التجلد، بأن يجلس المصابُ بسكينة ووقار فظهر عليه مخابل الحزن، ويؤذن بأن المصيبة عظيمة.

رجاله خمسة، قد مرّوا، وفيه ذكر زيد بن حارثة، وجعفر وابن رُواحة، وقد مرّوا، مرَّ محمد بن المثنّى وعبد الوهاب في التاسع. من الإيمان, ومرَّ يحيى بن سعيد الأنصاريّ في الأول من بدء الوحي، وعائشة في الثاني منه، وعمرة في الثاني والثلاثين من الحيض، ومرَّ عبد الله بن رُواحة في السادس والثلاثين من التهجد، ومرَّ جعفر وزيد بن حارثة في التاسع من الجنائز هذا.

وفي الحديث لفظ رجل مبهم، لم يسم، وفيه لفظ نساء جعفر، والمصرح باسمه منهن أسماء بنت عميس بن مَعْدٍ، بوزن سعد، وقال ابن عبد البر: بفتح العين، بن الحارث بن تَيْم بن كعب بن مالك بن قُحافة بن عامر بن رَبيعة بن غانم بن معاوية بن زيد، الخَثْعَمِيَّة، وقيل عميس بن النعمان بن كعب. والباقي سواء كانت أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمها، وأخت جماعة من الصحابيات لأب وأم، أو لأب ولأم. وقد مرَّ تفصيل ذلك في ترجمة أم الفضل في الثاني والثلاثين من صفة الصلاة. أسلمت أسماء قبل دخول دار الأرقم، ثم هاجرت مع زوجها جعفر إلى أرض الحبشة، فولدت له هناك عبد الله ومحمدًا وعونًا، ثم تزوجها أبو بكر بعد قتل جعفر. وروى ابن وهب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- زوجه إياها يوم حنين، فولدت له محمدًا ثم تزوجها عليّ فولدت له عونًا ويحيى. كان عمر يسألها عن تفسير المنام، ونقل عنها أشياء من ذلك ومن غيره.

وفي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: لكم هجرتان، وللناس هجرة واحدة، وذلك لما قالت له: يا رسول الله، إن رجالًا يفخرون علينا، ويزعمون أنّا لسنا من المهاجرين الأولين، فقال: بل لكم هجرتان، وأوصى أبو بكر أن تغسله زوجته أسماء، وروى ابن السكن بسند صحيح أن أسماء تفاخر ابناها: محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر، قال كل منهما أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك، فقال لها: عليّ أقضي بينهما، فقالت: ما رأيت شابًا خيرًا من جعفر، ولا كهلًا خيرًا من أبي بكر. فقال لها: فما أبقيت لنا؟

لها ستون حديثًا انفرد البخاريّ لها بحديث، روى عنها ابناها عبد الله وعون ابنا جعفر، وحفيدها القاسم بن محمد وغيرهم. وهذا الحديث أخرجه البخاريّ أيضًا في الجنائز وفي المغازي، ومسلم في الجنائز، وكذا أبو داود والنَّسائيّ.

[الحديث التاسع والخمسون]

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَهْرًا حِينَ قُتِلَ الْقُرَّاءُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-

<<  <  ج: ص:  >  >>