أحال بقوله:"نحوه" على الذي قبله، وقد عرفت أنه لم يسق لفظه كله، وقوله:"قال يحيى، وحدثني بعض إخواننا، أنه لما قال حي على الصلاة ... إلخ "، وهذا ليس تعليقًا من البخاريّ كما قال بعضهم، بل هو عنده بإسناد إسحاق، وأبدى الحافظ قطب الدين احتمالًا أنه عنده بإسنادين، وقد جاء هذا الحديث من طرق عن هشام المذكور تامًا، منها ما أخرجه الإسماعيلي عنه عن عيسى بن طلحة، قال: دخلنا على معاوية، فنادى منادٍ بالصلاة، فقال: الله كبر، الله أكبر، فقال معاوية: الله أكبر، الله أكبر، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال معاوية: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: أشهد أن محمدًا رسول الله، فقال معاوية: وأنا أشهد أن محمدًا رسول الله. قال يحيى: فحدثني صاحب لنا أنه لما قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: هكذا سمعنا نبيكم عليه الصلاة والسلام، فاشتمل هذا السياق على فوائد:
أحدها: تصريح يحيى بن أبي كثير في هذه الرواية بالسماع له من محمد بن إبراهيم، فأُمِنَ ما يُخشى من تدليسه.
ثانيها: بيان ما اختصر من روايتي البخاري.
ثالثها: أن قوله في الرواية الأُولى أنه سمع معاوية يومًا فقال مثله، فيه حذف