واختلافهما راجع إلى ذلك. فالستة الباقون من العشرة المشهود لهم بالجنة، وقد مروا، فيليهم في الفضل أهل بدر، ثم أهل أحد، ثم أهل الحديبية وهم أهل بيعة الرضوان، الذين نزل فيهم:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}[الفتح: ١٨]. إلخ الآية. وكانوا ألفًا وأربع مئة رجل.
وأما السابقون المشهود لهم بالفضل في القرآن الكريم بقوله تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ}[التوبة: ١٠٠] وبقوله تعالى {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} إلخ، وبقوله تعالى:{لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ}[الحديد:١٠] الآية فقد قال الشعبي وغيره: هم الذين شهدوا بيعة الرضوان. وقال محمَّد بن كَعْب القُرَظيُّ وغيره: هم أهل بدر. وقال أبو موسى الأشْعَريّ وغيره: هم أهل القِبلَتَيْن الذين صلَّوْا إليهما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى هذا أشار العراقي بعد قوله السابق:" ... أو تزيد" فقال:
فقال ابن عباس وغيره: أولهم إسلامًا أبو بكر الصديق لقوله، رضي الله تعالى عنه، كما في الترمذي:"كُنْتُ أوَّلَ مَنْ أَسْلَمْ"، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - لِعمرو بن عَبسة لما سأله؛ من معك على هذا الأمر؟ قال:"حُرٌّ وعَبْد". يعني أبا بكر وبلالًا. رواه مسلم.