أن المبيت بمنى سنة بأنه لو كان واجبًا لما رخص في تركه لأهل السقاية، وأجابوا عن قول الآخرين: لولا أنه واجب لما احتاج لإذن بأن مخالفة السنة عندهم كان مجانبًا جدًا خصوصًا إذا انضم إليها الإنفراد عن جميع الناس مع الرسول عليه الصلاة والسلام، فاستأذن لإسقاط الإساءة الكائنة بسبب عدم موافقته عليه الصلاة والسلام لما فيه من إظهار المخالفة المستلزمة لسوء الأدب لأنه عليه الصلاة والسلام كان يبيت بمنى ليالي أيام التشريق، وفي الحديث أيضًا استيذان الأمراء والكبراء فيما يطرأ من المصالح والأحكام، وبدار من استؤمر إلى الإذن عند ظهور المصلحة.
رجاله خمسة قد مرّوا:
مرَّ عبد الله بن أبي الأسود في التاسع والستين من صفة الصلاة، ومرَّ أبو ضمرة وعبيد الله العمري في الرابع عشر من الوضوء, ومرَّ نافع في الأخير من العلم، ومرَّ ابن عمر في أول الإيمان قبل ذكر حديث.
وقوله:"فاستسقى"، أي: طلب الشرب، والفضل هو ابن العباس، ويأتي قريبًا في السند محل تعريفه.
وقوله:"إنهم يجعلون أيديهم فيه"، في رواية الطبراني عن عكرمة في هذا الحديث أن العباس قال له: إن هذا قد مرث، أفلا أسقيك من بيوتنا، قال:"لا اسقني مما يشرب منه الناس".
وقوله:"قال: اسقني" زاد أبو علي بن السكن في روايته: فناوله العباس الدلو.
وقوله:"فشرب منه" وفي رواية الطبراني المذكورة: فأتى به فذاقه، فقطب، ثم دعا بماء فكسره، قال: "وتقطيبه إنما كان لحموضته وكسره بالماء ليهون عليه شربه، وعرف بهذا جنس