كذا للمستملي بعده البسملة، ولرفيقيه: الكشميهنيّ والحمويّ البسملة مقدَّمة وبعدها باب مواقيت الصلاة وفضلها. وكذا لكريمة لكن بلا بسملة، وكذا للأصيلي لكن بلا باب، وقد جرى رسمهم أن يذكروا الأبواب بعد الكتاب، فإنه يشمل الأبواب والفصول، والمواقيت جمع ميقات، وهو مِفعال من الوقت، وهو القدر المحدود للفعل من الزمان أو المكان.
ثم قال: وقوله: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} وقته عليهم، كذا في أكثر الروايات، وسقط في بعضها لفظ "موقتًا" واستشكل ابن التين بتشديد القاف من وقّته، وقال: المعروف في اللغة التخفيف. وقال العيني:"إن التشديد موجود ذكره في المحكم، وفسر موقوتًا بقوله: وقته عليهم، أي: وقَّت الله تعالى الكتاب، أي: المكتوب الذي هو الصلاة عليهم، أي: على المسلمين". وأراد المصنف بقوله: موقتًا، بيان أن قوله موقوتًا من التوقيت، فقد جاء عن مجاهد في معنى قوله موقوتًا، قال: مفروضًا، وعن غيره: محدودًا. وقال "صاحب المنتهى": كل شيء جُعل له حين وغاية فهو موُقّت، يقال: وقّتَه ليوم كذا: أجّله.