وقوله:"قال الزهري: سمعت سالم" إلخ هذا بالإسناد المصدر به الباب، ولا اختلاف بين أهل الحديث أن الإسناد بمثل هذا السياق موصول، وغايته أنه من تقديم المتن على بعض السند، وإنما اختلفوا في جواز ذلك، وأغرب الكرماني فقال: هذا الحديث من مراسيل الزهري ولا يصير بما ذكره آخرًا مسندًا؛ لأنه قال: يحدِّث بمثله لا بنفسه، كذا قال.
قال في الفتح: ليس مراد المحدِّث بقوله في هذا: "مثله" إلا نفسه وهو كما لو ساق المتن بإسناد، ثم عقبه بإسناد آخر، ولم يعد المتن، بل قال: بمثله، ولا نزاع بين أهل الحديث في الحكم بوصل مثل هذا، وكذا عند أكثرهم لو قال: بمعناه، خلافًا لمن يمنع الرواية بالمعنى، وقد أخرج الحديث المذكور الإسماعيلي، عن عثمان بن عمرو، قال في آخره: قال الزهري: سمعت سالمًا يحدِّث بهذا عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعرف أن المراد بقوله:"مثله" نفسه، وإذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب.
وفي الحديث: مشروعية التكبير، والرمي بسبع، والقيام طويلًا، وقد مرت هذه مبينة.
وفيه: استقبال القبلة، والتباعد من موضع الرمي عند القيام للدعاء حتى لا يصيبه رمي غيره، وفيه: رفع اليدين عند الدعاء، وقد مرَّ ما فيه وترك الدعاء، والقيام عند جمرة العقبة، ولم يذكر المصنف حال الرامي في المشي والركوب، وقد روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح